من رفع للناس لواء الأخوة لا يفرق بين الأبيض والأسود، ولا يميز بين المشرق والمغرب؟
يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . من دعا الناس جميعا إلى التنافس في الخير على اختلاف أديانهم ونحلهم، وأنزل عليه:
ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير ،
لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون .
أين أنتم من هذه الأخوة الجامعة يا ضلال البشر؟ أين أنتم من دعوة الخير العامة يا دعاة الشر؟ أين أنتم من هذه الرحمة يا قساة القلوب؟ أين أنتم من هذا الصلاح يا فساد الشعوب؟
المسلمون أحق باللوم، وأجدر بالتعنيف، فهم أهل هذا الدين وأولى الناس بهديه، وهم هم خذلوه وهجروه، وحفظوا ظاهره وضيعوه
وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ، فإن ترهم اليوم في فرقة وشقاق فبما ضيعوا أخوة الإسلام، وإن ترهم في مذلة وهوان فبما فرطوا في عزة الإسلام، وإن ترهم أتباعا فقد علمهم الإسلام شرعة السيادة فنبذوها، وأعطاهم أزمة القيادة فأضاعوها.
أيها المسلمون، هذه ذكرى نبيكم، وميلاد تاريخكم، ومبدأ مجدكم، ومنشأ سعادتكم، فإن شئتم لأنفسكم السيادة والسعادة؛ فكونوا أهلا لهذا الشرف، كونوا بأخلاقكم وأعمالكم جديرين بأن تسموا أمة محمد، ولا تتخذوا الانتساب إلى محمد هزوا ولعبا، وتحسبوا الإسلام أسماء وأقوالا، فإنما هو الأخلاق والأفعال والجهاد الذي لا يفتر، فمن شاء أن ينتسب إلى محمد فهذه سنته، ومن شاء مجد محمد فهذه طريقته!
يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .
ذكرى الهجرة
نامعلوم صفحہ