ذو صوف، هو وطاؤه إذا ركب، وفراشه إذا نزل، وحقيبة ممزقة، أو شملة محشوة ليفا، هي حقيبته إذا ركب، ووسادته إذا نزل، وعليه قميص كرابيس.»
9
وجاءه رجل من اليهود، وكان اليهود يرقبون روح الله بأيدي العرب، ويدعون الله أن يفرج كربهم، ويذهب عنهم جبروت الروم بأيدي المسلمين، قال اليهودي: السلام عليك يا فاروق، أنت صاحب إيلياء، لا والله لا ترجع حتى يفتح الله إيلياء.
وأقبل وفد بيت المقدس إلى الجابية، فصالحوا، وكتب لهم عهد شهد فيه خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان، وأعطوا الأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم، وألا يكره أحد على الدين، أو يضار في شيء.
وأزمع أمير المؤمنين المسير إلى بيت المقدس، فإذا فرسه يتوجى،
10
فأتى ببرذون فركبه، ومشى البرذون مشيته، فأسرع وهز راكبه، فرأى عمر فيها خيلاء، فنزل وضرب وجهه وقال: لا أعلم الله من علمك. هذا من الخيلاء.
3
دخل عمر بيت المقدس لا مدمرا مخربا كما دخلها بختنصر، ولا مضطهدا أهلها كما دخلها الرومان من قبل، ولا مزهوا بفتحه كما دخلها هرقل قبل عشر سنين، بعد أن غلب الفرس على الشام، ولكنه دخل رافعا لواء التوحيد والعدل، والأخوة العامة، والمرحمة الشاملة.
دخل المدينة فسار إلى المسجد ليلا، ومضى إلى محراب داود، فصلى فيه، وطلع الفجر بعد قليل، ودوى الأذان في أرجاء المدينة المقدسة لأول مرة؛ صيحة الحق في أعقاب الباطل المهزوم، ترفعها تباشير الصبح في أخريات الظلام، وشهد الله لقد كانت فاتحة الخير والسلم والكرامة للبيت المقدس ومن فيه.
نامعلوم صفحہ