الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

Mohammed bin Saud d. Unknown
37

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ

ناشر

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

ایڈیشن نمبر

السنة التاسعة والعشرون. العدد السابع بعد المائة. (١٤١٨/١٤١٩هـ) / (١٩٩٨

اشاعت کا سال

١٩٩٩م

اصناف

يفرقون بين مسلم أهل الحرم، وغيره ممن يقصده من خارج الحرم، وهم يفعلون ذلك نكاية بالمسلمين من أصحاب محمد ﷺ. وبصنيعهم هذا قد عدلوا عن القصد، وأعرضوا عن الحق، وسلكوا طريقًا معوّجًا، ظالمين أنفسهم، والآخرين. وحتى في حالة عجزهم عن الانتقام من المسلمين حسيًا، أو معنويًا، فإنهم يضمرون ذلك في أنفسهم، فتوعدهم الله ﷿ بعذاب أليم، وأنكر عليهم صدهم المؤمنين عن شهود بيته، وقضاء مناسكهم فيه، ودعواهم أنهم أولياؤه.
المبحث الأول: الإرادة قال في اللسان: وأراد الشيء: أحبه، وعُنِيَ به. وقال الجوهري وغيره: والإرادة (المشيئة) ١. وقال الجرجاني: في تعريفاته - الإرادة: ميلٌ يعقبه اعتقاد النفع٢. وقال الألوسي: "الإرادة في الأصل قوة مركبة من: شهوة، وخاطر، وأمل، وبين الإرادة والشهوة عموم من وجه، لأنّها قد تتعلق بنفسها، بخلاف الشهوة فإنها إنما تتعلق باللذّات، والإنسان قد يريد الدواء البشع، ولا يشتهيه. ويشتهي اللَّذيذ ولا يريده إذا علم فيه هلاكه، وقد يشتهي ويريد٣. وإن صحَّ أن نقسم الإرادة إلى أطوار، أو مراحل تسبق التنفيذ من الإنسان للفعل، صح أن نقول هي خمسة: ١- الهاجس: ويعبرون به عن الخاطر الأول، فإذا تحقق في النفس سمَّوه

١ الصحاح، واللسان: مادة (رود) . ٢ انظر كتابه التعريفات (ص٢٦) . ٣ انظر تفسيره روح المعاني (١/٢٠٨) .

1 / 160