مصری آثار عربی ادب میں
الآثار المصرية في الأدب العربي
اصناف
19
وتأليفه القبط والمسلمين
كما ألفت بالولاء الأسر
وواضح من هذا الشعر أن شوقي يعطف على الديانات التي قامت في مصر، إذا استثنينا عبادة العجل آبيس، فهو يرى فيها نيرا عسرا، ويسخر بعبادته. على العكس من «إيزيس»، فهو يعطف على عبادة قدماء المصريين لها، وهي رمز «للقمر»؛ ولذلك يقول شوقي: إنها تضيء على صفحات السماء، فإذا عبدت في الأرض أشرقت بعبادتها مقاصير الهياكل. وقد حدثنا الشاعر في همزيته أن عبادة «إيزيس» قد انتقلت من مصر إلى غيرها من الأقطار، ومنها اليونان:
فإذا قيل: ما مفاخر مصر
قيل: منها إيزيسها الغراء
20
وينتقل الشاعر ليتحدث عن حاضر أبي الهول، ويجعله حيا يحس ويشعر بما يجري في الحياة الحاضرة من حوله، بعد أن أعاد إليه ذكريات الماضي جميعها، فيراه رمزا للوفاء، فقد أطال وقوفه عند الهرمين. وهنا يتخيله حزينا مسرفا في الحزن، كأم فقدت ولدها. ولم لا يسرف في حزنه وهو يرجو أوبة من بنى الهرمين؟ ولكن تلك العودة مستحيلة؛ فقد صاروا رمة بالية، وكيف لا يكون حزينا وهو يجوس بعينه خلال الديار، وفوق نهر النيل، يريد أن يرى في «منف» عاصمة مصر القديمة ما اعتاد أن يراه من جيش ضخم، ذي عدة وعديد يمثل عظمة مصر وقوة سلطانها، ويلتمس ما ألفه فيها من علم وفن بلغا ذروة التقدم، ونالا من المصريين أوفى عناية ورعاية؟! ولكن أبا الهول لا يلبث أن يعود كسير القلب، حزين النفس، عندما يرى هذه العاصمة المجيدة لم تعد سوى قرية ضئيلة، لا يكسبها الجمال سوى آثارها الدارسة، وقد أغرقت في سبات عميق وجمود إلى درجة أن الأرض تكاد تنساها إذا دارت. وتحس بهذا الخاطر المؤلم في قول شوقي:
أبا الهول، لو لم تكن آية
لكان وفاؤك إحدى العبر
نامعلوم صفحہ