مصری آثار عربی ادب میں
الآثار المصرية في الأدب العربي
اصناف
مقدمة
الأهرام
أبو الهول
الهياكل
المقابر
توت عنخ آمون
تمثال رمسيس
منارة الإسكندرية
عمود السواري
مقدمة
نامعلوم صفحہ
الأهرام
أبو الهول
الهياكل
المقابر
توت عنخ آمون
تمثال رمسيس
منارة الإسكندرية
عمود السواري
الآثار المصرية في الأدب العربي
الآثار المصرية في الأدب العربي
نامعلوم صفحہ
تأليف
أحمد أحمد بدوي
مقدمة
كانت الآثار المصرية مصدر إعجاب الناس في القديم والحديث، حتى قال الجاحظ وغيره: عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة، عشرة منها بسائر البلاد والعشرون الباقية بمصر؛ وهي: الهرمان، وهما أطول بناء وأعجبه، ليس على الأرض بناء أطول منهما، وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضوعان؛ ولذا قال بعض من رآهما: ليس شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمان، فأنا أرحم الدهر منهما، وصنم الهرمين ... وتسميه العامة: أبو الهول، ويقال إنه طلسم الرمل، لئلا يغلب على الجيزة، وبربى سمهود ... وبربى إخميم، كان فيه صور الملوك الذين ملكوا مصر ... وهي مبنية بحجر المرمر، طول كل حجر خمسة أذرع في سمك ذراعين، وهي سبعة دهاليز، ويقال: إن كل دهليز على اسم كوكب من الكواكب السبعة، وجدرانها منقوشة بعلوم الكيمياء، والسيمياء، والطلسمات، والطب.
ويقال: إنه كان بها جميع ما يحدث في الزمان حتى ظهور رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وأنه كان مصورا فيها راكبا على ناقة، وبربى داندار كان فيها مائة وثمانون كوة تدخل الشمس كل يوم من كوة منها، ثم الثانية ثم الثالثة حتى تنتهي إلى آخرها، ثم تكر راجعة إلى موضع بدأت، وحائط العجوز من العريش إلى أسوان محيط بأرض مصر شرقا وغربا، قال المسعودي: ... وأثر هذا الحائط باق إلى وقتنا هذا، وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة.
1
والفيوم ... وكانت ثلاثمائة وستين قرية ... تميز كل قرية منها مصر يوما ... ومنف وما فيها من الأبنية والدفائن والكنوز، وآثار الملوك والأنبياء والحكماء، وكان فيها البربى الذي لا نظير له ...
وعين شمس وهي هيكل الشمس، وقد خربت وبقي منها عمودان من حجر صلد، فكان طول كل عمود منها أربعا وثمانين ذراعا على رأس كل عمود منها صورة إنسان على دابة، وعلى رأسهما شبه الصومعة من نحاس ... وصنم من نحاس كان على باب القصر الكبير عند الكنيسة المعلقة على خلقة الجمل، وعليه رجل راكب عليه عمامة متنكب
2
نامعلوم صفحہ
قوسا، وفي رجليه نعلان ...
والإسكندرية والمنارة التي بها، وكان طولها سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة؛ مائتين وثلاثين ذراعا، وكان طولها قديما نحو أربعمائة ذراع، وكان بناؤها على ثلاثة أشكال، فقريب من الثلث مربع مبني بالحجارة، ثم بعد ذلك بناء مثمن الشكل انبنى بالآجر والجص نحو ستين ذراعا، وأعلاها مدور الشكل. وبرغم أن بعض الملوك في الإسلام قد عني بأمرها، فكان يرم ما وهى من بنائها، قد تخربت مع الزمن في أيام قلاوون أو ولده
3
في أواخر القرن السابع الهجري، ولم يبق منها في أيام ابن فضل الله العمري، المتوفى سنة 749ه، إلا ما في حكم الأطلال الدوارس، والرسوم الطوامس
4
وهو عمود مرتفع في الهواء تحته قاعدة وفوقه قاعدة، ويقال: إنه لا نظير له في علوه ولا في استدارته.
ويمضي السيوطي في كتابه حسن المحاضرة معددا عجائب الآثار في مصر القديمة،
5
وقد شاركه كثير من المؤرخين في وصفها كابن فضل الله العمري في كتابه المسالك والممالك، والمسعودي في كتابه مروج الذهب. وقد بدا في تاريخهم لهذه الآثار نظرة الناس إليها في عصورهم وما ورثوه عن أسلافهم من آراء حول إنشاء هذه الآثار، وبعضها خرافي أثاره الإعجاب بها، والجهل باللغة التي كتبت فوقها.
وقد كشف العصر الحديث عن كثير من آثار لم تكن معروفة من قبل، وكان للمعروف منها في القديم والحديث صدى في الشعر العربي منذ زمن بعيد. ونحن الآن بسبيل نظرة شاملة ندرس فيها كثيرا مما أنشأه الشعراء في هذه الآثار.
نامعلوم صفحہ
الأهرام
لعل الأهرام صاحبة الحظ الأوفر مما قيل في الآثار من الشعر العربي. والقارئ لكتاب حسن المحاضرة لمؤلفه جلال الدين السيوطي، المتوفى سنة 911ه، وهو يجمع الآراء التي قيلت قبله يدرك مقدار ما كان من اختلاف في الرأي حول الوقت الذي بنيت فيه، وحول بانيها، والهدف الذي أنشئت من أجله.
ومن الطريف أن ننقل بعض هذه الآراء لنرى صداها في الشعر من ناحية، ولكي نرى الفرق الشاسع بين نظرة القدماء ونظرتنا اليوم إلى هذه الأهرام.
روى السيوطي أن جماعة من أهل التاريخ قالوا: إن الذي بنى الأهرام هو سوريد بن سلهوق بن شرياق؛ ملك مصر، وكان قبل الطوفان بثلاثمائة سنة، وسبب ذلك أنه رأى في منامه كأن الأرض انقلبت بأهلها، وكأن الناس هاربون على وجوههم، وكأن الكواكب تساقطت، ويصدم بعضها بعضا بأصوات هائلة، فأغمه ذلك وكتمه، ثم رأى بعد ذلك كأن الكواكب الثابتة نزلت إلى الأرض في صورة طيور بيض، وكأنها تخطف الناس وتلقيهم بين جبلين عظيمين، وكأن الجبلين انطبقا عليهم، وكأن الكواكب النيرة مظلمة، فانتبه مذعورا وجمع رؤساء الكهنة من جميع أعمال مصر، فأخبروه بأمر الطوفان، فأمر عند ذلك ببناء الأهرام وملأها طلسمات وعجائب وأموالا وخزائن وغير ذلك، وكتب فيها جميع ما قالته الحكماء، وجميع العلوم الغامضة، وأسماء العقاقير ومنافعها ومضارها، وعلم الطلسمات والحساب والهندسة والطب، وكل ذلك مفسر لمن يعرف كتابتهم ولغاتهم، وأحضر لها الصخور من ناحية أسوان، وجعل أبوابها تحت الأرض بأربعين ذراعا.
فلما فرغ منها كساها ديباجا ملونا من فوق إلى أسفل، وجعل لها عيدا حضره أهل مملكته كلها، ثم عمل في الهرم الغربي ثلاثين مخزنا مملوءة بالأموال الجمة والآلات والتماثيل المصنوعة من الجواهر النفيسة، وآلات الحديد الفاخر والسلاح الذي لا يصدأ، والزجاج الذي ينطوي ولا ينكسر، والطلسمات الغريبة، وأصناف العقاقير المفردة والمؤلفة، والسموم القاتلة وغير ذلك، وعمل في الهرم الشرقي أصناف القباب الفلكية والكواكب، وما صنع من أجداده من التماثيل، وجعل في الهرم الملون أخبار الكهنة في توابيت من صوان أسود، مع كل كاهن مصحفه، وفيها عجائب صنعته وحكمته وسيرته وما عمل في وقته، وما كان وما يكون من أول الزمان إلى آخره، وجعل لكل هرم خازنا يقتل كل من يقترب منه.
1
كما روي أيضا أنها كانت قبورا لملوك مصر؛ كان الملك منهم إذا مات وضع في حوض حجارة، ثم يبنى من الهرم على قدر ما يريدون من ارتفاع الأساس، ثم يحمل الحوض فيوضع وسط الهرم، ثم يقنطر عليه البنيان والأقباء، ثم يرفعون البناء على هذا المقدار.
2
وقد بدت هذه الحيرة في الشعر يومئذ، فقال بعضهم:
حسرت عقول أولي النهى الأهرام
نامعلوم صفحہ
واستصغرت لعظيمها الأجرام
ملس، موثقة البناء، شواهق
قصرت لعال دونهن سهام
لم أدر حين كبا التفكر دونها
واستعجمت لعجيبها الأوهام
أقبور أملاك الأعاجم هن، أم
هذي طلاسم رمل أم أعلام؟
3
ولعل هذا الشعر من أول ما قيل في الأهرام؛ لأنه يتحدث عن ملاستها، والغالب أن يكون ذلك قبل أن يحاول المأمون فتح باب فيها عند زيارته لمصر.
والشعر ينبئ عن حيرة للعقول يومئذ في الأهرام، وما وقع في نفس الشاعر لها من الإكبار والإجلال. والبيت الأخير يدل على بعض ما كان يدور حول الأهرام من آراء.
نامعلوم صفحہ
ووجد الرأي الذي سبق أن عرضنا صداه في الشعر، فقد روي أن أحمد بن طولون حفر على أبواب الأهرام، فوجدوا في الحفر قطعة مرجان مكتوبا عليها سطور باليوناني، فأحضر من يعرف ذلك القلم، فإذا هي أبيات شعر، فترجمت فكان فيها:
أنا باني الأهرام في مصر كلها
ومالكها قدما بها والمقدم
تركت بها آثار علمي وحكمتي
على الدهر لا تبلى، ولا تتثلم
4
وفيها كنوز جمة وعجائب
وللدهر لين مرة، وتهجم
وفيها علومي كلها غير أنني
أرى قبل هذا أن أموت فتعلم
نامعلوم صفحہ
ستفتح أقفالي، وتبدو عجائبي
وفي ليلة في آخر الدهر تنجم
5
ثمان وتسع واثنتان وأربع
وسبعون من بعد المئين، فتسلم
ومن بعد هذا جزء تسعين برهة
وتلقي البرابي صخرها، وتهدم
تدبر فعالي في صخور قطعتها
ستبقى، وأفنى قبلها، ثم تعدم
6
نامعلوم صفحہ
قيل: فجمع أحمد بن طولون الحكماء وأمرهم بحساب هذه المدة، فلم يقدروا على تحقيق ذلك، فيئس من فتحها.
وإذا صح هذا الخبر، فإن ناظم هذا الشعر أراد أن يضع ألغازا لا يستطاع حلها؛ ليظهر بمظهر العالم الخبير.
ولا يمكن أن يكون ذلك ترجمة لشعر كتب على شيء في الأهرام؛ لأن الباني لها لا يمكن أن يكون قد أراد فتحها، ولكنه كان يرغب في أن تظل سرا مغلقا إلى الأبد.
وإذا كان بعض من رأى الهرمين قال: ليس شيء إلا وأنا أرحمه من الدهر إلا الهرمان؛ فأنا أرحم الدهر منهما.
7
فإن المتنبي قد وقف أمامهما يستعظم أمرهما، ويستعظم بناءهما، ويجل الشعب الذي أنشأهما، حين يستفهم هذا الاستفهام المنبئ عن الإعجاب إذ يقول:
أين الذي الهرمان من بنيانه
من قومه؟ ما يومه؟ ما المصرع؟
تتخلف الآثار عن سكانها
حينا، ويدركها الفناء فتتبع
نامعلوم صفحہ
8
ولكنه في البيت الثاني يعلن أن هذه الآثار مهما تخلفت بعد أصحابها سيلحقها الفناء وتتبع من شادوها.
وقد قال المتنبي هذين البيتين بعد أن خرج من مصر في قصيدة يرثي بها أحد رجال مصر. ولم يشر المتنبي إلى آثار مصر في غير هذين البيتين. أما عمارة اليمني فيملؤه الجلال عندما يرى الهرمين، فيرى الدهر عاجزا عن أن تمتد إليهما يده، ويراهما مثال الإتقان، ولكنه يعلن عجزه عن الوصول إلى سرهما ويقول:
خليلي ما تحت السماء بنية
تماثل في إتقانها هرمي مصر
بناء يخاف الدهر منه، وكل ما
على ظاهر الدنيا يخاف من الدهر
تنزه طرفي في بديع بنائها
ولم يتنزه في المواد بها فكري
9
نامعلوم صفحہ
وتعبير الشاعر بخوف الدهر منها يصور مناعتها وقوة صلابتها.
أما أبو الصلت أمية بن عبد العزيز الأندلسي فيراهما أجمل شيء يمكن أن تراه العين في هذا الوجود؛ إذ يقول:
بعيشك، هل أبصرت أحسن منظرا
على ما رأت عيناك من هرمي مصر
أنافا بأعنان السماء وأشرفا
على الجو إشراف السماك أو النسر
10
وقد وافيا نشزا
11
من الأرض عاليا
نامعلوم صفحہ
كأنهما نهدان قاما على صدر
12
وأخذ صورة النهدين شاعر آخر، فجعل الأرض تكشف عنهما عندما أخذت تدعو الله أن يمن على البلاد بالري بعد الظمأ، خوفا على بنيها الساكنين في هذا الجزء، فاستجاب الله دعاءها وأغاثها بالنيل يروي ظمأها، ويشفي غليلها؛ وذلك إذ يقول:
انظر إلى الهرمين إذ برزا
للعين في علو، وفي صعد
وكأنما الأرض العريضة إذ
ظمئت لفرط الحر والرمد
حسرت عن الثديين بارزة
تدعو الإله لرقة الولد
فأجابها بالنيل يوسعها
نامعلوم صفحہ
ريا ، ويشفيها من الكمد
13
واتخذ بعضهم شبه الهرمين بالنهدين دليلا على أن مصر صدر الأرض، وعجب من أن يظلا ناهدين، برغم كثرة من ولدته من الأبناء، فقال:
تبين أن صدر الأرض مصر
ونهداها من الهرمين شاهد
فوا عجبا، وقد ولدت كثيرا
على هرم، وذاك النهد ناهد
14
أما ابن الساعاتي فيرى الهرمين من العجائب التي لا تحتاج إلى إسهاب في بيان غرابتها، فقد مر عليهما أزمان طويلة الأمد، ولم يزدها ذلك إلا جدة في الشباب، فما أعجبهما من بناء أزلي يريد أن يصل بارتفاعه إلى عنان السماء، وإنهما في ثباتهما بمكانهما يشبهان وقفا متبلدا حزنا على الزمن الذي مضى، وإذا كانت الأهرام غير واضحة السر أمام العين، فإن العقل وحده هو الذي يستطيع أن يصل إليه؛ وذلك إذ يقول:
ومن العجائب، والعجائب جمة
نامعلوم صفحہ
دقت عن الإكثار والإسهاب
هرمان قد هرم الزمان، وأدبرت
أيامه، وتزيد حسن شباب
لله أي بنية أزلية
تبغي السماء بأطول الأسباب
وكأنما وقفت وقوف تبلد
أسفا على الأيام والأحقاب
كتمت على الأسماع فصل خطابها
وغدت تشير به إلى الألباب
15
نامعلوم صفحہ
ولكن الشاعر لم يذكر شيئا عن هذا السر الذي تفضي به الأهرام إلى الألباب، وإذا كانت الأهرام تزيد على الأيام شبابا وقوة فلم تقف متبلدة حزينة على الأحقاب التي انقضت.
وجاء شاعر آخر فألم ببعض معاني ابن الساعاتي، وشبهها بالخيام المقامة من غير عمد ولا أطناب، فقال:
لله أي غريبة وعجيبة
في صنعة الأهرام للألباب
أخفت عن الأسماع قصة أهلها
وقصت عن الألباب كل نقاب
فكأنما هي كالخيام مقامة
من غير ما عمد ولا أطناب
16
وفي تشبيه الأهرام بالخيام ما يوحي بأن الشاعر رآها عن بعد فكانت صغيرة، يذكر مرآها بمرأى الخيام.
نامعلوم صفحہ
ووقف ظافر الحداد أمام الهرمين وبينهما أبو الهول فرآهما كالهودجين لحبيبين مرتحلين، ووقف بينهما رقيب يحول بينهما وبين اللقاء، فذرفا دموعا هي ماء النيل، وانتحبا لهذا الفراق بما نسمعه من صوت الريح العاصفة. أما المقطم فيشبه ركبا مسافرا أدركه التعب فبرك على الأرض ليستريح؛ وذلك إذ يقول:
تأمل هيئة الهرمين وانظر
وبينهما أبو الهول العجيب
كعماريتين
17
على رحيل
بمحبوبين بينهما رقيب
وماء النيل بينهما دموع
وصوت الريح عندهما نحيب
ودونهما المقطم وهو يحكي
نامعلوم صفحہ
ركاب الركب أبركها اللغوب
18
وتلمس الشهاب المنصوري للهرمين شبيها، فوجدهما مسافرين آبا إلى موطنهما فاستقرا، أو عاشقين وشى بحبهما أبو الهول، أو ضالين في الصحراء اهتديا بنجم السماء فأرشدهما، أو ظامئين استسقيا مطر السماء فهطل عليهما حتى رويا.
وأحس الشهاب بغيظ من الزمن منهما لعجزه عن أن ينال منهما منالا، فقال:
إن جزت بالهرمين قل: كم فيهما
من عبرة للعاقل المتأمل
شبهت كلا منهما بمسافر
عرف المحل فبات دون المنزل
أو عاشقين وشى بوصلهما أبو ال
هول الرقيب فخلفاه بمعزل
نامعلوم صفحہ
أو حائرين استهديا نجم السما
فهداهما بضيائه المتهلل
أو ظامئين استسقيا صوب الحيا
فسقاهما عذبا روي المنهل
يفنى الزمان، وفي حشاه منهما
غيظ الحسود وضجرة المستثقل
19
ولا أجد في كل ما جاء به الشهاب المنصوري من تشبيهات مصورا للإحساس النفسي إزاء الأهرام؛ فليس هناك شيء يربطهما بالمسافر أو العاشق أو الحائر أو الظامئ، ولكنه قد وفق في تصوير غيظ الزمان منهما.
وظل الشعر إلى العصر الحديث يحمل دلائل الحيرة والعجز عن الوصول إلى معرفة السر في إقامة هذه الأهرام، كما يحمل أسمى مظاهر إجلالها واتخاذها عظة تصل إلى أعماق القلوب وإن لم تنطق الأهرام بلسان، كما نتبين ذلك في قول فخر الدين عبد الوهاب المصري:
أمباني الأهرام، كم من واعظ
نامعلوم صفحہ
صدع القلوب، ولم يفه بلسانه
أذكرتني قولا تقادم عهده «أين الذي الهرمان من بنيانه»
هن الجبال الشامخات تكاد أن
تمتد فوق الأرض عن كيوانه
20
لو أن كسرى جالس في سفحها
لأجل مجلسه على إيوانه
ثبتت على حر الزمان وبرده
مددا، ولم تأسف على حدثانه
21
نامعلوم صفحہ
والشمس في إحراقها، والريح عن
د هبوبها، والسيل في جريانه
هل عابد قد خصها بعبادة
فمباني الأهرام من أوثانه
أو قائل يقضي برجعى نفسه
من بعد فرقته إلى جثمانه
فاختارها لكنوزه ولجسمه
قبرا، ليأمن من أذى طوفانه
أو أنها للسائرات مراصد
يختار واحدها أعز مكانه
نامعلوم صفحہ