أسنى المطالب فى مناقب الإمام علی
أسنى المطالب فى مناقب الإمام على(ع)
اصناف
العالمين وكلاهما روى لهما الجماعة.
والحسن هو ابن أبى الحسن البصرى الامام الكبير الشأن الرفيع الذكر، والمحل الذى كان رأسا فى العلم والعمل، ولكن الكلام فى كونه سمع من على (رضى الله عنه)، وقد تقدم فى حديث المصافحة انه صافح على بن أبى طالب فالله اعلم.
وهذا الحديث رواه الترمذى كذلك فى جامعه، وقال: حسن غريب من هذا الوجه. ولا نعرف للحسن سماعا من على.
قلت: وللشيخ شهاب الدين السهروردى (رحمه الله)، طريق اخرى فى تلقين الذكر، وهى انه تلقنه من عمه وشيخه أبى النجيب عبد القاهر المذكور، وهو من الشيخ احمد الغزالى اخى الشيخ ابى حامد الغزالى، وهو من الشيخ ابى بكر النساج، وهو من الشيخ ابى القاسم الكركانى، وهو من الشيخ ابى عثمان سعيد بن سلام المغربى، وهو من الشيخ على الكاتب، وهو من الشيخ ابى على الروذبادى، وهو من سيد الطائفة الجنيد، وهو من خاله سرى السقطى، وهو من معروف الكرخى، ولمعروف طريقتان: احديهما عن داود الطائى، كما تقدم، والثانية عن مولاه الامام ابى الحسن على بن موسى الرضا عن أبيه موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن ابيه محمد الباقر، عن أبيه زين العابدين، عن ابيه الحسين، عن ابيه امير المؤمنين على المرتضى عليه من الله الرضى.
فانتهت اليه (رضوان الله تعالى عليه) جميع الفضائل، من انواع العلوم، وجميع المحاسن، وكرم الشمايل من القرآن، والحديث، والفقه، والقضاء، والتصوف، والشجاعة، والولاية، والكرم، والزهد، والورع، وحسن الخلق والعقل، والتقوى، واصابة الرأى.
فلذلك أجمعت القلوب السليمة على محبته، والفطر المستقيمة على سلوك طريقته، فكان حبه علامة السعادة والايمان، وبغضه محض الشقا والنفاق والخذلان كما تقدم فى الاحاديث الصحيحة، وظهر بالادلة الصريحة، ولكن علامة صدق المحبة طاعة المحبوب وحب من
صفحہ 141