327

چالیس حدیثیں

الاربعون حديثا

اصناف

أخلاقه طيبة ، وملكاته عادلة ونورانية ، لكان في مأمن من ظلمة القبر ووحشته ، وعالم البرزخ ومخاوفه ، وعالم القيامة وأهوالها ، ولم يكن عليه خوف من تلك النشآت . فعليه يكون الداء منا والدواء أيضا منا . كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في الابيات المنسوبة إليه :

دواؤك فيك وما تشعر

وداؤك منك وما تبصر

وفي الكافي الشريف بسنده إلى الامام الصادق عليه السلام أنه قال لرجل : «إنك قد جعلت طبيب نفسك ، وبين لك الداء ، وعرفت آية الصحة ، ودللت على الدواء ، فانظر كيف قيامك على نفسك» (1)

أيها الإنسان فيك أعمال وأخلاق وعقائد فاسدة ، وتكون رسالات الأنبياء وأنوار الفطرة والعقل ، أدوية ناجعة ، ويتم إصلاح النفوس بالسعي في تزكيتها وتصفيتها .

هذا تمام الكلام في حال المتوسطين .

وأما الكملون ، والمؤمنون المطمئنون ، فإنهم لا يكرهون الموت ولكنهم يستوحشونه ويخافونه ، لأنهم يخشون عظمة الحق المتعالي ، وجلال ذاته المقدسة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «فأين هول المطلع؟» وكما كان أمير المؤمنين عليه السلام ليلة التاسع عشر من شهر رمضان مندهشا دهشة عظيمة وفزعا ، رغم أنه كان يقول : «والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه» (2) . وملخص الحديث أن خوف هؤلاء يكون من أمور أخرى ، ولا يكون من نوع خوفنا نحن المصفدين بالآمال والأماني ، والمحبين للدنيا الفانية . وإن قلوب أولياء الله من جراء الخوف في منتهى الاختلاف فيما بينها حتى لا يمكن عد المراتب المختلفة وإحصائها . ونحن نشير إلى بعضها بصورة مجملة فنقول :

إن قلوب الأولياء تختلف فيما بينها في قبول تجليات الأسماء : فبعضها قلوب عشقية وشوقية وأن الحق المتعالي يتجلى في تلك القلوب من خلال أسمائه الجمالية ، وذاك التجلي ، يبعث على الشوق والخوف ، فإن الخوف يكون من مضاعفات تجلى عظمة سبحانه . وإن قلب الواله العاشق يكون مضطربا حين اللقاء مع حبيبه ، وفي نفس الوقت يكون مستوحشا وخائفا . ولكن هذا الخوف والاستيحاش يختلفان عن المخاوف العادية .

وبعضها قلوب خوفية وحزينة ، وأن الحق المتعالي يتجلى في تلك القلوب بواسطة الاربعون حديثا :332

صفحہ 331