وكما رويتم أن الشيطان يفر من ظل عمر وألقى على لسان النبي الله " فإنهن الغرانيق العلى " ففر من عمر، وألقى على لسان النبي الكفر!! (1).
(ولقائل أن يقول: هذه الرواية على تقدير صحتها - لعل تبسمه صلى الله عليه وآله بعد النظر إلى عمر للتعجب من فعله وإنفاذ حيلته، ثم مباهاته صلى الله عليه وآله بعمر خاصة، إما من جهة وجوده، أو من حيث عمله، وعلى أي التقديرين لا مباهات فيه، أما من جهة وجوده فلطرو خباثة الكفر عليه مدة، وأما من جهة عمله فلنقصانه به عمن لم يتطرق إليه الكفر أصلا وهو ظاهر.
وأما الرواية التي رووها: من أن الشيطان يفر من ظل عمر " فلقائل أن يقول: لعل فرار الشيطان من ظل عمر من جهة خوف منه؟
بأن يوسوس فيحتال،. ويحل عليه غضب في الدنيا زيادة على عذابه في الآخرة، فيتأذى به إلى يوم يبعثون، وإن كان من المنظرين إليه، إذ وسوسة شيطان الإنس أقوى وأعظم من وسوسة شيطان الجن، كما نطق به الكتاب.
وأما قول المأمون: من أن الشيطان ألقى على لسان نبي الله " فإنهن الغرانيق العلى
صفحہ 28