اقاویل الثقات

Mar'i al-Karmi d. 1033 AH
48

اقاویل الثقات

أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات والآيات المحكمات والمشتبهات

تحقیق کنندہ

شعيب الأرناؤوط

ناشر

مؤسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٠٦

پبلشر کا مقام

بيروت

قَالَ وَمن كَانَ لَا يقبل الْحق إِلَّا من طَائِفَة مُعينَة وَلَا يتبع مَا جَاءَهُ من الْحق فَفِيهِ شبه من الْيَهُود الَّذين قَالَ الله فيهم ﴿وَإِذا قيل لَهُم آمنُوا بِمَا أنزل الله قَالُوا نؤمن بِمَا أنزل علينا ويكفرون بِمَا وَرَاءه وَهُوَ الْحق مُصدقا لما مَعَهم﴾ الْبَقَرَة ٩١ قَالَ الله لَهُم ﴿قل فَلم تقتلون أَنْبيَاء الله من قبل إِن كُنْتُم مُؤمنين﴾ الْبَقَرَة ٩١ بِمَا أنزل عَلَيْكُم فَكَذَلِك حَال من يتعصب لطائفة بِلَا برهَان من الله انْتهى وَأعلم أَن كثيرا من النَّاس يظنون أَن الْقَائِل بالجهة هُوَ من المجسمة لِأَن من لَازم الْجِهَة التجسيم وَهَذَا ظن فَاسد فَإِنَّهُم لَا يَقُولُونَ بذلك لِأَن لَازم الْمَذْهَب لَيْسَ بِلَازِم عِنْد الْمُحَقِّقين فَكيف يجوز أَن ينْسب للْإنْسَان شَيْء من لَازم كَلَامه وَهُوَ يفر مِنْهُ بل قَالُوا نَحن أَشد النَّاس هربا من ذَلِك وتنزيها للباري تَعَالَى عَن الْحَد الَّذِي يحصره فَلَا يحد بِحَدّ يحصره بل بِحَدّ يتَمَيَّز بِهِ عَظمَة ذَاته من مخلوقاته هَذَا السّمع وَالْبَصَر وَالْقُدْرَة وَالْعلم من لَازم وجودهَا أَن تكون أعراضا وَلذَلِك نفاها الْمُعْتَزلَة وَلَكِن هَذَا اللَّازِم لَيْسَ بِلَازِم كَمَا هُوَ مُقَرر مَعْلُوم فَتَأمل وَلَا تخض مَعَ الخائضين وَمِنْهُم من يتَوَهَّم أَنه يلْزم على ذَلِك قدم الْجِهَة وَلَا قديم إِلَّا الله وَيلْزم أَنه يكون مظروفا فِي الْجِهَة وَهُوَ محَال وَهَذَا كُله

1 / 92