فسأل ما معنى ما يغنون، فقيل له فرفع يده كمن يريد الملاكمة وقال: «من يأخذ حبيبي أجري وراه وأكسر رأسه، أما أنتم المصريون فتقعدون وتنوحون».
وقال ظريف سمع القصة: كان الفرنسيس يغنون في أيام الحرب مثل المصريين أغنية اسمها «روزالي» فيقولون:
راحت «روزالي»
ومن رآها يردها لي
ولكن الفرنسي في محنته هذه هو غير الإنكليزي وغير المصري، وقد يكون هجر «روزالي» أخف المحن عنده، فهو يلوح بيده وبروحه الظريفة، إلى الجيران كأنه يقول: من رأى بقرتي أو شاتي الشاردة ليردها من فضله.
وإني لا أشك في أن عقليته في ما يجد له، ويعده من خطير الأمور، هي في المحن كعقلية الألماني والإنكليزي، فهو لا يبكي وإذا اعتدي عليه أو حرم عزيز لديه، يشمر عن ذراعه ويقاتل ليظفر بأمله المنشود.
أجل؛ إن الفرنسي والإنكليزي والألماني سواء من هذا القبيل، أما نحن فنئن ونتأوه ونندب وننوح، ثم ننام على ظهورنا مستسلمين مسترحمين.
حبيبي راح يا من يرد لي حبيبي.
حريتي راحت يا من يردها لي.
استقلال بلادي راح يا من يرد لبلادي استقلاله.
نامعلوم صفحہ