لقد هيج الألم فيهم الدم، وما هيج الدموع.
لقد أثار الألم العواطف منهم، وما أثار البكاء.
لقد أنار الألم عقولهم بأنوار العطف والحنان، وأشعلها بنيران النقمة والجهاد، فرفعوها عاليا في شعرهم هديا وتحريضا للناس.
هوامش
ندب وانتداب
حدثنا الأستاذ صلاح اللبابيدي عن الأستاذ عبد الله اليافي قال: إن أحد الألمان الذين أخرجهم حزب النازي (تلفظ نتشي) من الخدمة، دخل على الوزير متظلما لإبعاده من الحكومة بداعي أن جده الخامس يهودي، فقال: إنه رجل ألماني، خدم ألمانيه سنينا طوالا، وأنه مظلوم في ما ظن به وفي عزله لذلك، وليس له مورد غير راتبه يعيش به هو وعائلته، وأنه لا يستطيع عملا آخر.
قال ذلك وبكى، فانتفض الوزير انتفاض الناشط من عقال وقال: لقد برهنت أن الدم اليهودي لا يزال يجري في عروقك؛ لأن الألماني الحق لا يبكي في الشدائد، وطرده من مجلسه.
وقد سمعنا من يحدث أن رجلا من الإنكليز سمع مرة بعض المصريين يغنون، وكأنهم ينحبون:
حبيبي راح والكأس بيده
يا من يرد لي حبيبي
نامعلوم صفحہ