180

انموذج جلیل

أنموذج جليل في أسئلة وأجوبة عن غرائب آي التنزيل

تحقیق کنندہ

د. عبد الرحمن بن إبراهيم المطرودى

ناشر

دار عالم الكتب المملكة العربية السعودية

ایڈیشن نمبر

الأولى،١٤١٣ هـ

اشاعت کا سال

١٩٩١ م

پبلشر کا مقام

الرياض

مع أن الله تعالى لا يغفر للمنافقين ولو استغفر لهم النبى ﷺ ألف مرة بدليل
قولو تعالى: (سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ)
ولأنهم مشركون، والله تعالى لا يغفر أن يشرك به؟
قلنا: جرت عادة العرب بضرب المثل في الأحاد بالسبعة، وفى العشرات بالسبعين، وفى المئات بسبعمائة استعظاما لها واستكثارا، لا أنهم يريدون بذكرها الحصر، ومنه قوله تعالى: (وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ) وقوله تعالى: (كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) فكأنه قال إن تستغفر لهم أعظم الأعداد وأكثرها فلن يغفر الله لهم، ويعضده ما ذكره بعد ذلك
من بيان الصارف عن المغفرة في قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ) .
* * *
فإن قيل: لو كان المراد ما ذكرتم لما خفى ذلك على النبى ﵊ وهو أفصح العرب، وأعلمهم بأساليب الكلام وتمثيلاته، حتى قال لما أنزلت هذه الآية: إن الله تعالى قد رخص لي، فسأزيد على السبعين، وفى رواية أخرى: فاستغفر لهم أكثر من السبعين لعل الله يغفر لهم؟
قلنا: لم يخف عليه ذلك، وانما أراد بما قال إظهار غاية رحمته

1 / 179