میں وجود کے قانون کا سلطان ہوں
أنا سلطان قانون الوجود
اصناف
نصف الألعاب مضت، كاللب، نقزقزه قطعا لليلة أولى من ليالي رمضان.
أثناء الاستراحة كان العمال قد أقاموا حلبة ترويض الأسود.
في هالة من فرقعة الأسواط والجئير الذي تضخمه الميكروفونات «ليرعب أكثر!» والصراخ والهدير وأصوات الغابة، دخلت الأسود. عبرت ذلك النفق الحديدي القائم بين محبسها في الكواليس وبين الحلبة، ذلك القفص الحديدي صدئ وقديم. هذا صحيح، ولكنه حديدي أصلي وزيادة في الاحتياط مربوط بحبل قديم إلى العامود الرئيسي لخيمة السيرك.
الأسود دخلت، أسود ستة، زيتية الصفار أو رمادية البنية أو بلا أي لون له اسم، متشابهة، كثرتها تمنع عنها جلال التفرد، وانكماشها يخلع عنها إحساس الملك أو حتى إحساس التوظف في قطاع عام.
ما لبثت الأسود جميعا بعد دخولها أن أخذت أماكنها على شكل نصف دائرة مقعية كتماثيل أسود قصر النيل، مادة أقدامها الأمامية فوق الحامل الخشبي الموضوع أمام كل منها. كل الأسود فعلت ذلك ما عدا الأسد قبل الأخير، ذلك الذي عرفنا فيما بعد أن اسمه «جبار»؛ فقد أقعى فوق منصته رافضا أن يمد أقدامه أمامه فوق الحامل.
وتولى مذيع أنيق، غريب الأناقة على المكان والناس والأجهزة وبائعي اللب والكازوزة، تقديم المدرب. وبصوت مؤدب، لا مبالغة في طبقاته (وهذا أيضا غريب) قال: الآن نقدم ... بطل الأسود ... وقاهر الملوك ... ملوك الغابة ... البطل محمد الحلو.
انصبت أضواء الكاشف الوحيد على الرجل الضخم الواقف بجوار القفص، والذي يلتحف بعباءة لامعة براقة، هذا صحيح، ولكن يبدو وكأنما استعيرت من متحف ملابس الممثلين بالمسرح القومي.
وكانت مفاجأة؛ فهذا الرجل قد رأيناه قبلا رئيسا لفريق «الجمباز» في لعبة سابقة، يقود فريقا من أكثر من عشرة أشخاص يتولون، ويتولى معهم القفز العالي والدحرجة والقيام بما يشبه المستحيلات، وهو عمل يكفي وحده لأن يقوم به إنسان واحد، المهم، فتح الباب الوحيد في القفص الحديد الدائري، ودخل الحلو، بعظمة ملك يلج قبوا للنبيذ، وتولى العامل إغلاق الباب وراءه بترباس متين.
لاحظ محمد الحلو على الفور أن «جبار» لا يمد قدميه كما ينبغي، ومن فوره اتجه إليه وحاول أن يصحح الخطأ لتصبح نصف الدائرة كاملة، نصف دستة من ملوك الغابة الرابضة المقعية الخانعة ، وهو بينها ، ملك الحلبة، وملك الملوك، وملك السيرك وملك الليلة.
تناول الحلو سيخا حديديا مدببا من طرفه، ولكن طرفه ذاك معلقة به قطعة لحم صغيرة جدا (عرفنا فيما بعد أنها ليست لحم عجول وإنما، لغلو الأسعار، فهي لحم حمير). وانقض الحلو بالحربة الملغمة بقطعة اللحم (وكأنها سيف المعز وذهبه) تجاه الأسد آمرا إياه، أن يمد قدميه. ولم يحدث سوى أن الأسد نام بمنتهى الحزم ورفض أن يستجيب. حاول الحلو مرة أخرى، نفس النتيجة. الحلو، فوق بطولته، رجل استعراض مدرب. إن مسألة التمرد أو الطاعة أشياء لا تهمه بالمرة، المهم أن ينجح العرض، وألا يبدو هذا التمرد الواحد واضحا للعيان.
نامعلوم صفحہ