امین ريحانی: ناشر فلسفہ شرق بلاد میں مغرب
أمين الريحاني: ناشر فلسفة الشرق في بلاد الغرب
اصناف
شعرت بذلك وقلت في نفسي: لا غرابة إذا تعددت حفلات التكريم لرجل ذلك شأنه؛ لأننا في أمة راغبة في الحياة الراقية، متطلعة إلى الكمال، فطبيعي إذن أن يحتفل صفوتها بفرد من أهل ذلك العالم الكمالي، يتصل بوحي الأدب، ويمت إلى السماء بسبب.
وطبيعي أننا - ونحن من الشرقيين - نكرم كاتبا ظل محتفظا بشرقيته رغم طويل الزمن الذي عاش فيه نائيا عن الشرق، ولكن جعل من آلام الشرق وآمال الشرق إلى قلمه وقلبه رسولا.
يقولون: إن السيدات أقرب البشر إلى تذوق ما يوحى إلى النفوس الراقية من فكر كبير، وأدب سام. ولقد احتفلت سيدة من نحو خمسة أيام بالأديب الريحاني، واليوم أرى واسطة العقد من الاحتفال تلك الأديبة الكبيرة «مي».
الجنس اللطيف الذي هو أدنى إلى تذوق نتاج العواطف الرفيعة يجد عند الريحاني وفي أدبه تلك العواطف الرفيعة، ليمتع الله - إذن - ذلك الأديب الفاضل بالعافية حتى يفيض علينا من فضل ما أفاض الله به عليه من أدب راق؛ ليجعل له بيننا مدة مقامه مقاما محمودا. (4-4) خطبة أمين أفندي الريحاني
ما أنا إلا رمز لفكرة جميلة في النهوض هي فكرتكم، وآمالي في الارتقاء الشرقي هي آمالكم، وتشوقي إلى الكمالات الأدبية والاجتماعية هو شوقكم، والرمز - سادتي - ينبغي أن يناسب المرموز إليه شكلا وجمالا؛ فانظروا إلى هذا الشكل وهذه السحنة، ثم حولوا نظركم في هذا البيت العامر إلى كوكب في سماء الآداب نوره يسطع في كل مكان، إلى قوة أدبية جمعت بين الحقيقة والجمال، بين المعرفة والخيال، إلى من لا يعرفها في مصر وسوريا وفي المهجر - إلا من لا يحسن القراءة - إلى الآنسة مي.
إن لهذه الأديبة مولدين مثلي: فقد ولدت أولا في الناصرة، وقد قال فيها رينان: «بلاد الجليل أجمل ما في فلسطين.»
ثم ولدت روحيا في أجمل بلاد الله سماء وهواء وأنسا، في مصر، على ضفاف النيل، فجاء أدبها جامعا بين مزايا البلدين المستحبة بين الشموخ والانبساط، بين القوة والجمال، بين الرصانة واللطف، بين المتانة والرقة، بين الفكر والشعر.
أجل، إن للآنسة مي فيما تكتب عقل الرجال وعاطفة النساء. وهذا لعمري أسمى ما نرغب به من الأدب النسائي.
ولا ينبغي أن نذهب مذهب الغربيين في كل شيء، فنجرد حقائق الوجود - مثلا - مما يكتنفها من أثير الشعر والخيال، ومن أسرار الحياة والجمال. إن بلادنا لتوحي إلينا مثل هذا الأدب الممتاز - إذا أحسناه - المستمد من الشمس نورها وحرارتها، ومن السماء صفاءها وألوانها، ومن الجبال شموخها وتحدرها، ومن الأزهار شكلها وأريجها.
وإن الشعر في الحياة وفي الآداب هو هذا النور الذي يشع من الشمس، وتلك الألوان التي تتماوج في الشفق والغروب، وذاك الأريج الذي يفوح من الورد، وكذلك في حقائق الوجود والحياة، فإذا جردت من الشعر تصبح كالأزهار التي لا شذا لها، وكالثمار التي لا نكهة فيها، وكالعصافير التي لا تحسن التغريد.
نامعلوم صفحہ