وأعمامك وتصف لى أحوالهم؟ فقَالَ: بلى أيها الملك، وهم أربعة: زياد، ومالك، وعمرو، ومسهر.
فأما زياد، فما استل سيفه مذ ملكت يده قائمة إلا أغمده فِي جثمان بطل، أو شوامت جمل، وكان إذا حملق النجيد، وصلصل الحديد، وبلغت النفس الوريد، اعتصمت بحقويه الأبطال، اعتصام الوعول بذرى القلال، فذاد عَنْهُم الأبطال، ذياد القروم عَنِ الأشوال.
وأما مالك فكان عصمة الهوالك، إذا شبهت الإعجاز بالحوارك، يفرى الرعيل فرى الأديم بالإزميل، ويخبط البهم خبط الذئب نقاد الغنم.
وأما عمرو، فكان إذا عصبت الأفواه، وذبلت الشفاه، وتفادت الكماه، خاض ظلام العجاج، أطفا نار الهياج، وألوى بالأعراج، وأردف كل طفلة مغناج، ذات بدن رجراج، ثم قَالَ لأصحابه: عليكم النهاب، والأموال الرغاب، عطاء لا ضنينٍ شكس، ولا حقلدٍ عكس.
وأما مسهر، فكان الذعاف الممقر، والليث المخدر، يحيى الحرب ويسعر، ويبيح النهب فيكثر، ولا يحتجن ولا يستأثر، فقَالَ لَهُ الملك: لله أبوك مثلك فليصف أسرته
مطلب أسماء الرجل يحب محادثة النساء
الحدث: الْحَسَن الحديث، والحديث: الكثير الحديث، والحدث: الشاب، فإذا ذكروا السن قَالُوا: حديث السن ولم يقولوا: حدث السن، والحدث: الَّذِي يتحدث إِلَى النساء، يُقَال: هُوَ حدث نساء وزير نساء إذا كَانَ يكثر زيارتهن، قَالَ مهلهل:
فلو نبش المقابر عَنْ كليبٍ ... فيخبر بالذنائب أي زير
أراد فيخبر بالذنائب أى زيرٍ أَنَا.
وذلك أن كليبا يعيره فيقول: إنما أنت زير نساء.
وهو تبع نساء إذا كَانَ يتبعهن، وخلب نساء: أى يلصق بقلوبهن ويحل منهن محل الخلب، قَالَ أَبُو زيد: الخلب: حجاب القلب، ومنه قِيلَ: إنه لخلب نساء أى: يحببنه، وأنشد غيره:
يا بَكْر بكرين ويا خلب الكبد ... أصبحت منى كذراعٍ من عضد
ويقول، أهل اليمن: هُوَ خلم نساء، والخلم: الصديق، وجمعه أخلام وزادنى أَبُو عمرو عَنْ أَبِي الْعَبَّاس، عَنِ ابن الأعرابى: وعجب نساء، أى يعجب النساء
1 / 24