وأنشدنا الأخفش، قَالَ: قرأت عَلَى أَبِي الْعَبَّاس الأحول الأعرابى:
أيا منشر الموتى أقدنى من التى ... بها نهلت نفسى سقامًا وعلت
لقد بخلت حتى لو أنى سألتها ... قذى العين من ضاحى التراب لضنت
فما أم بَوٍّ هالك بتنوفةٍ ... إذا ذكرته آخر الليل حنت
بأكثر منى لوعةً غير أننى ... أطامن أحشائى عَلَى ما أجنت
وقرأت عَلَى أَبِي بَكْرِ بن دريد، ﵀:
أبت الروادف والثدى لقمصها ... مس البطون وأن تمس ظهورا
وإذا الرياح مَعَ العشى تناوحت ... نبهن حاسدةً وهجن غيورا
وأنشدنا أَبُو عَبْد اللَّه إِبْرَاهِيم بْن مُحَمَّد بْن عرفة الأزدى المعروف بنفطويه، وأنشدنا الأخفش، أيضا قَالَ: أنشدنا أَبُو الْعَبَّاس أحمد بْن يحيى ثعلب النحوى:
فلم أر هالكًا كبنى صريمٍ ... تلفهم التهائم والنجود
أجل جلالةً وأعز فقدًا ... وأقضى للأمور وهم قعود
وأكثر ناشئًا مخراق حربٍ ... يعين عَلَى السيادة أو يسود
وأنشدنا إِبْرَاهِيم أيضًا، قَالَ: أنشدنا أحمد بْن يحيى:
وكنت مجاورًا لبنى سَعِيد ... فأفقدنيهم ريب الزمان
فلما أن فقدت بنى سَعِيد ... فقدت الود إلا باللسان
وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بن دريد، قَالَ: أَخْبَرَنِي عمى، عَنْ أبِيهِ، عَنِ ابن الكلبى، قَالَ: وفد علبة بْن مسهر الحارثى، والمنتشر أحد فوارس الأرباع الذين يَقُولُ لهم الأجدع الهمدانى:
وسألتنى بركائبى ورحالها ... ونسيت قتل فوارس الأرباع
إلى ذى فائش الملك الحميرى، وكان ذو فائش يحب اصطناع سادات العرب، ويقرب مجالسهم ويقضى حوائجهم، وكان علبة شاعرًا حدثًا ظريفًا فقَالَ لَهُ الملك: يا علبة، ألا تحدثني عَنْ أبيك
1 / 23