121

حدثني أبي رحمه الله تعالى، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الآملي. وحدثنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني رحمه الله تعالى، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الجريري، قالا(1): حدثنا أبو حاتم محمد بن إدريس، قال: حدثنا عبد الله بن أبي بكر العتكي، قال: حدثنا جرير بن حازم،

عن أبيه، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وهو مسند ظهره إلىجذع زيد بن علي، وهو مصلوب، ويقول للناس أهكذا تفعلون بولدي.

زاد إبراهيم في حديثه: أهذا(2) جزائي منكم .

أخبرنا أبي رحمه الله تعالى، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيى، قال: حدثني جدي يحيى بن الحسن العقيقي، قال: حدثني عمار بن أبان، قال:

حدثني كليب الحارثي: أن زيد بن علي عليه السلام، دخل على هشام بن عبدالملك، وقد جمع له هشام الشاميين فسلم عليه، ثم قال له: إنه ليس أحد من عباد الله فوق أن يوصى بتقوى الله، وليس أحد من عباد الله دون أن يوصي بتقوى الله، وأنا أوصيك بتقوى الله.

فقال له هشام: أنت زيد المؤمل للخلافة، الراجي لها، وما أنت والخلافة وأنت ابن أمة؟!

فقال له زيد عليه السلام: إني لا أعلم أحدا عندي(3) أعظم منزلة عندالله من الأنبياء، وقد بعث الله نبيا هو ابن أمة، فلو كان ذلك تقصيرا عن حتم الغاية لم يبعث، وهو إسماعيل بن إبراهيم، والنبوة أعظم منزلة عندالله من الخلافة، فكانت أم إسماعيل مع أم إسحاق، كأمي مع أمك، ثم لم يمنع ذلك أن جعله الله أبا العرب، وأبا خير النبيين محمد، وما تقصيرك برجل جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبوه علي بن أبي طالب!

فوثب هشام من مجلسه، وتفرق الشاميون، ودعا قهرمانه، فقال: لا يبيتن هذا في عسكري.

فخرج أبو الحسين زيد بن علي عليه السلام، وهو يقول: لم يكره قوم قط حر السيوف إلا ذلوا.

صفحہ 121