120

ويحكم أما ترون هذا القرآن بين أظهركم جاء به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ونحن بنوه، يا معشر الفقهاء، ويا أهل الحجا، أنا حجة الله عليكم، هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله، ونعمل بكتاب الله، ونقسم بينكم فيئكم بالسوية، فسلوني(1) عن معالم دينكم فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم عنه، فولوا من شئتم ممن علمتم أنه أعلم مني، والله لقد علمت علم أبي علي بن الحسين، وعلم جدي الحسين بن علي، وعلم علي بن أبي طالب، وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعيبة علمة، وإني لأعلم أهل بيتي.

والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمالي، ولا أنتهكت محرما منذ عرفت أن الله يؤاخذني به، هلموا فسلوني.

قال: ثم سار حتى انتهى إلى الكناسة، فحمل علي جماعة من أهل الشام كانوا بها، ثم سار إلى الجبانة، ويوسف بن عمر لعنه الله تعالى مع أصحابه على التل فشد بالجمع على زيد وأصحابه.

فقال أبو معمر: فرأيته شد عليهم كأنه الليث، حتى قتلنا منهم أكثر من ألفي رجل ما بين الحيرة والكوفة، وتفرقنا فرقتين، وكنا من أهل الكوفة أشد خوفا.

قال أبو معمر: فلما كان يوم الخميس حاصت حيصة منهم (2)، وأتبعتهم فرساننا، فقتلنا أكثر من مائتي رجل، فلما جن علينا الليل ليلة الجمعة، كثر فينا الجراح، واستبان فينا الفشل، وجعل زيد يدعو، وقال: اللهم إن هؤلاء يقاتلون عدوك، وعدو رسولك، ودينك الذي ارتضيته لعبادك، فأجزهم أفضل ما جزيت (3) أحدا من عبادك المؤمنين، ثم قال: أحيوا هذه الليلة بقراءة القرآن، والدعاء والتهجد، والتضرع إلى الله، وأنا أعلم والله أنه ما أمسى على وجه الأرض عصابة أنصح لله ولرسوله وللإسلام منكم.

صفحہ 120