123

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

المشترك اللفظي في الحقل القرآني

ناشر

موسسة الرسالة

ایڈیشن نمبر

الثانية

اشاعت کا سال

١٤١٧

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

والقول الآخر سطره المبّرد بقوله:
«وقوم يقولون: إن نظنّ إلا إنكم أيّها الداعون لنا تظنون أنّ الذي تدعونه إليه ظنّ منكم، وما نحن بمستيقنين أنكم على يقين» وعقب المبرّد على القولين بقوله: «وكلا القولين حسن، وأكثر التفسير على الأول، وقالوا في قوله:
* وما اغترّه الشيب إلا اغترارا* أي إلّا لاغتراره، ونصبه للمصدر الذي هو مضاف إليه والفعل للشيب كما أن «نظن» ناصبة للمصدر المضاف إلى ما يخاطبونه» (١)
٥ - ومن منهج المبرّد أنه يعتمد الحديث الشريف في ما يريد الاستدلال عليه، ففي قوله تعالى: عند ذكر السّحاب والغيث:
وَأَرْسَلْنَا الرِّياحَ لَواقِحَ (٢)، وقال: اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا (٣) وقال عند ذكر العذاب: وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٤) وبعد سرد عدّة آيات ذكرت فيها الرّيح في مقام العذاب عقب المبرّد على ذلك بقوله:
«هذا الذي ذكرنا مما هو للغيث أو العذاب ولأهل العناية فيه قولان:
قال بعضهم: لا تلقح السّحاب بريح واحدة، ولكن تبدأ ريح، وتقابلها أخرى، وكذا إن جرت ثلاث من الرّياح.
وقال رسول الله ﷺ إذا هبت الرّيح يقول:

(١) انظر: ٥٤ - ٥٦.
(٢) الحجر: ٢٢.
(٣) الروم: ٤٨.
(٤) الحاقة: ٦.

1 / 132