المشترك اللفظي في الحقل القرآني
المشترك اللفظي في الحقل القرآني
ناشر
موسسة الرسالة
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤١٧
پبلشر کا مقام
بيروت
اصناف
إذا لسعته النّحل لم يرج لسعها* وخالفها في بيت نوب غوافل (١)
٣ - والمبرّد في كتابه يطالب بالدليل من يرى للكلمة معنى آخر غير المعنى الأصلي لها، فيقول:
«وكل من أثر أن يقول ما يحتمل معنيين فواجب عليه أن يضع على ما يقصد له دليلا، لأن الكلام وضع للفائدة والبيان» (٢)
٤ - ومن منهجه اللجوء إلى النحو والإعراب في تناوله الكثير من الظواهر اللغوية.
بيان ذلك أنه عند ما تناول كلمة: الظن «بأنها قد تأتي بمعناها اللغوي وهو الشّك، وقد تخرج عنه إلى معنى آخر، وهو اليقين نراه يرجع إلى التّخريج النّحوي، والتأويلات الإعرابية، والدليل على ذلك قوله:
وقوله تعالى: إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا (٣) فهو الشك.
وللنحويين فيه قولان: أحدهما: أن تكون «إلّا» في غير موضعها فيكون التّقدير: إن نحن إلّا نظن ظنّا، لأن المصدر إذا وقع بعد فعله مستثنى لم تكن فيه فائدة إلّا أن يكون موصوفا أو زائدا على ما للفعل ولو قال قائل: ما ضربت إلّا ضربا لم يفد بقوله: «ضربا معنى لم يكن في «ضربت» فمن قال: «إلّا» في غير مرضعها فهو مثل: «ليس الطّيب إلّا المسك» مرفوعا، ولا وجه لهذا إلا على تقديم إلّا ليكون المعنى: ليس إلّا الطيب المسك، ليتحقق أنّ أصحّ الأشياء أن الطّيب المسك» واستدل المبّرد على ذلك بقول: الأعشى:
أحلّ الشّيب أثقاله* وما اغتره الشّيب إلّا اغترارا (٤)
(١) انظر الأضداد للإصمعي: ٢٤.
(٢) انظر: ٥٢.
(٣) الجاثية: ٣٢.
(٤) في الديوان: ٨٢.* وما اعتره الشيب إلا اعترارا* بالعين، ومعنى اعتره: عرض له من شواهد ابن يعيش: ٧/ ١٠٧.
1 / 131