المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة
المحرر في أسباب نزول القرآن من خلال الكتب التسعة
ناشر
دار ابن الجوزي
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
(١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م)
پبلشر کا مقام
الدمام - المملكة العربية السعودية
اصناف
وفي لفظ للترمذي وأحمد عنه ﵁ وتلا هذه الآية: (وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ ... ولم يقل ونزلت.
فهذا الحديث ليس سببًا للنزول لأنه معارض بحديث ابن عبَّاسٍ ﵄.
٣ - أخرج أحمد والنَّسَائِي عن عبد اللَّه بن مسعود ﵁ قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم، أبلغك أن اللَّه ﷿ يحمل الخلائق على إصبع والسماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والثرى على إصبع، فضحك النبي ﷺ حتى بدت نواجذه فأنزل الله ﷿: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ).
وفي لفظ: ثم قرأ: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).
قال ابن عطية: (فرسول اللَّه ﷺ تمثل بالآية وقد كانت نزلت). اهـ. وقال ابن عاشور: (وفي بعض روايات الحديث فنزل قوله تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وهو وهم من بعض رواته وكيف وهذه مكية، وقصة الحبر مدنية). اهـ.
٤ - أخرج البخاري ومسلم وأحمد والنَّسَائِي عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: إن قريشًا لما استعصت على النبي ﷺ دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها كهيئة الدخان من الجهد فذكر الحديث ... حتى قال: فأنزل اللَّه ﷿: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) وفي لفظ للبخاري: ثم قرأ: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١).
فهذا ليس سببًا للنزول لعدم وجود الحدث الذي يقتضي ذلك.
٥ - أخرج مسلم عن ابن عبَّاسٍ ﵄ قال: مُطر الناس على عهد النبي ﷺ فقال النبي ﷺ: (أَصبح من الناس شاكر ومنهم كافر. قالوا: هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا وكذا، قال: (فنزلت هذه الآية: (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) - حتى بلغ - (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ).
1 / 96