أحمده على ما أنعم حمدا كثيرا طيبا يصعد أوله ولا ينفد آخره، واشهد أن لا إله إلا الله وحده شهادة يوافق فيها السر الإعلان، والقلب اللسان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله أرسله بشيرا ونذيرا، وداعيا إليه بإذنه وسراجا منيرا، حين درست الأعلام، وعطلت الأحكام، وعظمت الآثام، وعبد غير المعبود، وكثر عن دين الله الصدود، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وأحيا الحق، وأمات الشرك، فأنارت سبل الهدى، وزهرت مصابيح التقوى، وصارت كلمة الله هي العليا، صلى الله عليه صلاة تزيده شرفا إلى شرفه، وفضلا إلى فضله، صلاة يعم نفعها وتشمل بركتها، وعلى أخيه ووصيه وابن عمه ووليه المخلوق من نوره، والمشارك له في جوهره، والسابق إلى قبول دعوته وملته، والذي أوجب الله ولايته على جميع بريته، حيث يقول عز وعلا: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}[المائدة:67] ولم يستجز صلى الله عليه أن يخطو خطوة، حتى نوه بذكره وشال بضبعه وقال فيه: ((من كنت مولاه فعلي مولاه ومن كنت وليه فهذا علي وليه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصرمن نصره، واخذل من خذله))(1) المردي لعمرو والفاتح لخيبر، والمجدل لصناديد المشركين من العرب والعجم، والمفرج عن وجه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الكرب، والمخصوص يوم أحد بالنداء من السماء بأمر العلي الأعلى ((لا سيف إلا ذو الفقار ولافتى إلا علي)) وعلى زوجته(2) سيدة النساء، وخامسة أهل الكساء، وعلى ولديهما ابني الرسول المختصين بولادة(3) البتول، بشهادة النبي صلى الله عليه وعلى آله حيث يقول: ((كل بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما [ص2])) وعصبتهما وعلى سائر آئمة الهدى، ومصابيح الدجى، من عترة النبي المصطفى، الذين هم كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى، وسلم تسليما، ومجد وعظم تعظيما آمين.
وبعد:
صفحہ 4