رب يسر وأعن يا كريم(1)
الحمد لله رب العالمين ومالك يوم الدين، فاطر(2) المخلوقين ومبتدع(3) السماوات والأرضين، ومن أسكنهما من الملائكة والإنس والجن أجمعين، ذي الجلال والإكرام، والالآ الجسام، والعظمة والسلطان، والقدرة والبرهان، الذي تفرد [بالقدرة](4) بالبقاء واختص بأسنى المحامد والثناء، وارتدى العزة والكبرياء وقهر المخلوقين بالفناء، الذي خلق عباده للتفضل عليهم بالنعم الكثيرة والمنن الخطيرة وأمرهم أن يشكروه وأن يعبدوه ولا يعصوه، فقال عز من قائل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين}[الذاريات:56-58] وجعل سبحانه هذه الدار الفانية إلى الحياة الأبدية سبيلا، وإلى الآخرة الباقية والنعيم السرمد طريقا، ودلهم فيها على ما فيه ظفرهم وفوزهم، ومن عظيم الهلكة أمنهم ونجاتهم، وامتحنهم فيها بصنوف من الإمتحان، وظروب من الزيادة والنقصان ليضاعف لهم الثواب ويرفع لهم الدرجات في يوم المآب، وعرفهم سبحانه أن هذه الدنيا ليست لهم بدار، ولا منزل جنة وقرار، وأنها سريعة الزوال وشيكة التغير والإنتقال، فقال عز من قائل: {واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا}[الكهف:45] وقال تبارك وتعالى {اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}[الحديد:20].
صفحہ 2