البير کامی: محاولة لدراسة فکرہ الفلسفی

عبد الغفار مكاوي d. 1434 AH
64

البير کامی: محاولة لدراسة فکرہ الفلسفی

ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي

اصناف

179

وإذن فلا ينبغي أن نفهم المحال فهما صوريا. إن كامي لا يريد أن يحمله مضمونا منطقيا أو ميتافيزيقيا، بل يريد منا أولا وأخيرا أن نجربه ونحياه.

وإذا كان كامي، كما سنرى فيما بعد، في كتابه «المتمرد» (1951م) الذي ظهر بعد ثمان سنوات من ظهور كتابه «أسطورة سيزيف» لم يبق على إخلاصه لتجربة المحال، فإن مرجع ذلك قبل كل شيء إلى أنه حاول أن يفهمه فهما صوريا منطقيا، لكي يتاح له فيما بعد أن يتغلب عليه ويتجاوزه إلى تجربة التمرد. إنه بذلك يخلط بين «المحالية» التي توصل إليها عن طريق أزمة وجودية ديالكتيكية وبين المحالية المطلقة التي تنفي كل معنى، والتي رأينا أنها تناقض نفسها بنفسها حتى من وجهة النظر المنطقية الخالصة «إن المحال في ذاته تناقض.» هكذا يكتب كامي في المتمرد.

180

ولا ينازع أحد في ذلك، على شرط أن ننظر إليه نظرة صورية خالصة وأن نسوي بينه وبين المحالية المطلقة؛ الأمر الذي تعرضنا له من قبل، وبينا فساده من وجهة نظر كامي نفسه.

ويستطرد كامي في «المتمرد» فيقول إن المحال، فيما يتعلق بالفعل والسلوك، ينطوي دائما على نوع من السوية أو عدم المبالاة، كما يقول إنه متناقض مع نفسه لأن الإنسان لا يستطيع أن يستمد منه قيمة من القيم.

181

أما أن المحال لا ينفي قيمة بل يؤكد مجموعة من القيم يمكن أن تستمد منه فقد بينا ذلك فيما تقدم.

182

فالشعار السلوكي الذي يقول «عش كما لو ...» وأخلاق الكم التي تعلي من شأن الحياة فوق كل شيء سواها، قد كانا نتيجتين مترتبتين على تجربة المحال. وأما أن المحال لا يرفع ولا يستغنى عنه استغناء تاما، وأما أنه عنصر جوهري من عناصر التجربة الديالكتيكية في تفكير كامي، فهو ما نرجو أن نوضحه في الفصول القادمة.

نامعلوم صفحہ