البير کامی: محاولة لدراسة فکرہ الفلسفی
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
اصناف
145
فلا ينبغي أن يمنعنا ذلك من القول بأن كامي لم يحاول أن يجد في الفن وسيلة للنجاة، ولم يصغ نظرية من نظريات الخلاص عن طريق الفن.
الحق أنه قد يبدو أن في الخلق الفني مخرجا من أزمة المحال، ولكن الأمر يبدو كذلك فحسب؛ فالعمل الفني في رأي كامي هو المحال الخالص؛ أعني أن المحال يجد تعبيره النموذجي في عملية الخلق. وعملية الخلق هذه لا تعبر عن الانتصار على المحال، ولا تؤدي إلى التحرر أو النجاة منه؛ ذلك أن العمل الفني بطبيعته يلعب دورا حاسما في الاحتفاظ بالوعي العنيد الباهر في وجه محالية العالم، بل إنه هو خير وسيلة للإبقاء على هذا الوعي.
146
وليس مرجع ذلك إلى أن الفن يحتوي على مضمون أغنى أو أقيم مما تحتويه حياة العاشق أو الغازي أو الممثل. إن الذي يميز الفنان عن بقية نماذج المحال هو أن الفن يحتفظ بطابع الدوام. ومعنى هذا أن العمل الفني يبقى بعد أن يفنى الفنان، وأن الخلق أطول عمرا من خالقه. ومعناه قبل كل شيء أن الوعي الباهر بالمحال الذي يجده الآخرون من الناس يمكن أن ينتقل إليهم للمرة الأولى في حياتهم عن طريق العمل الفني الذي يرون مصيرهم المشترك منعكسا على صفحته.
147
إن المعيار الوحيد لصدق الفكر المحال، الذي يرتبط بتجربة الحياة برابطة الزواج،
148
هو أن يعاش هذا الفكر في الفعل والواقع، لا أن يكون مجرد كلمات مجدبة على الورق. إنه في الوقت الذي يصدف فيه عن الوحدة إنما يزيد من التنوع. والتنوع هو المجال الحق للفن.
149
نامعلوم صفحہ