البير کامی: محاولة لدراسة فکرہ الفلسفی
ألبير كامي: محاولة لدراسة فكره الفلسفي
اصناف
إن «ريو» يرفض أن يبرر مسلكه الأمين الغريب، أو لعله في تواضعه اليائس لا يعرف ولا يريد. وتشتد المفارقة في هذا الرفض إذا عرفنا أن «ريو» يعي تمام الوعي أن الانتصار على الوباء لن يتعدى أبدا الانتصار العابر الموقوت.
الحق أن «ريو» يؤثر أن يكون أمينا على أن يكون سعيدا. إنه يجسد في شخصيته ذلك الانتقال من الفردية إلى التضامن، من موقف من يقول: «ليس عارا أن يكون الإنسان سعيدا»
42
إلى الموقف الذي يصبح شعار الإنسان فيه: «من المخجل أن يكون الإنسان وحده سعيدا».
43
إن «ريو» يهب نفسه لشقاء المرضى المجهولين، بدلا من أن ينصرف للعناية بزوجته «التي ترمز إلى السعادة الشخصية». وهو بذلك يجعل سلوكه في سبيل إسعاد الجميع، كما يعبر عن أمانته برفضه لأن يستأثر وحده بالسعادة.
44
غير أن «ريو» يظل إلى النهاية إنسانا وحيدا، مثله في ذلك مثل معظم شخصيات كامي. والتضامن الذي نتحدث عنه لم يستطع أن يلغي وجوده الوحيد، بل ارتفع إلى مستوى الواجب الأخلاقي؛ ذلك أن التضامن لا يجوز له أن يسلب الفرد من حقه في الانفراد؛ لأن الإنسان لا يكون وحيدا، إلا حيث يدافع عن «الواحد» في «وحدته».
45
عالج كامي هذا الموضوع معالجة معبرة في أقصوصته «جوناس أو الفنان أثناء العمل».
نامعلوم صفحہ