المؤمنين ) دون ان يقول لا يضيع اجر المجاهدين في سبيله ليدل على ان ذلك من آثار الإيمان الجارية لكل مؤمن لا آثار خصوص القتل في سبيل الله ومن خواصه. وقال جا اسمه في سورة المؤمن 48 ( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب 49 النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ) فانتظم البيان لبقاء النفوس بعد الموت هذه على كرامتها وهذه في هوانها
الشفاعة
فإن قال قائل إن الله قد نفى الشفاعة في القرآن الكريم ففي سورة البقرة 255 ( من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) والسجدة 4 ( ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ) إلى غير ذلك من الآيات «قلنا» ان الشفاعة قد نفاها القرآن من جهة وهي الشفاعة للمشركين أو الشفاعة التي يزعمها المشركون للذين يتخذونهم آلهة مع الله بزعم انهم آلهة قادرون بإلهيتهم بحيث تنفذ شفاعتهم طبعا وحتما. أو شفاعة الشافع الذي يطاع حتما كما في سورة يس 23 والمؤمن 19 والزمر 44 والمدثر 48 وأثبتها من جهة أخرى بالاستثناء بل بالاستدراك الدافع لإيهام نفيها المطلق عن كل احد فقال تعالى. ( إلا بإذنه. @QUR@ إلا من بعد إذنه.
قولا. @QUR@ إلا لمن ارتضى.
256 ويونس 3 ومريم 90 وطه 108 والأنبياء 29 وسبا 22 والزخرف 86 والنجم 27. وإن الشفاعة المستثناة والمستدركة في آيات البقرة. ويونس. وسبا. مطلقة غير مختصة بيوم القيامة ولا بما قبل وفاة الشافع في الدنيا. ولكن لو اعطي القرآن حقه من التدبر وسلمت النفوس من وباء الأهواء والتحزب وبوادر التعصب والنصب لما ثار الهياج من بعض الناس على استشفاع المسلمين بالرسول والأئمة والأولياء لأنهم عباد مكرمون وأولى عباد الله بأن نعتقد اذنه جلت آلاؤه لهم بالشفاعة إكراما لهم لأجل الحكمة التي ذكرناها. وقد اكتفينا هاهنا بدلالة الكتاب المجيد عن الإشارة إلى ما تواتر معناه من أحاديث المسلمين في هذه الشؤون. وفي كتبهم في الحديث من ذلك شيء كثير والأمر فيه جلي ولكن «لأمر ما جدع قصير أنفه» وللشيخ محمد عبده على ما حكاه تلميذه في سورة الفاتحة صفحة 46 و47 من الطبعة الثالثة كلام ألقاه على عواهنه في زوبعة الهياج المذكور وهو غريب من تحريه تهذيب كلامه وتدبر القرآن الكريم وتفسيره والتحرز
صفحہ 62