Al-Sahib and Caliph Abu Bakr Al-Siddiq
الصاحب والخليفة أبو بكر الصديق
اصناف
حرص الصديق على مصلحة المسلمين وتقديمها على مصلحته
موقف آخر جميل من مواقف الصديق في إنكار الذات: روى البخاري عن عائشة ﵂ قالت: (خرجنا مع رسول الله ﷺ في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي فأقام رسول الله ﷺ على التماسه، وأقام الناس معه)، السيدة عائشة فقدت عقدًا لها، فأوقف الرسول الكريم ﷺ الجيش بكامله ليبحث عن العقد، وكان الرسول ﵊ يهتم بمشاعر السيدة عائشة ﵂ وأرضاها.
والمشكلة الأكبر كما تقول السيدة عائشة: إنهم ليسوا على ماء، وليس معهم ماء، يعني: ليس هناك آبار ماء موجودة في المنطقة ولا يوجد معهم ماء، ومع ذلك في هذه الظروف الرسول ﷺ يوقف الجيش للبحث عن العقد، وزادت المشكلة أن نام بعض الرجال، فاستيقظوا جنبًا، والماء لا يكفي للغسل، إنه موقف عظيم جدًا! ولم تكن آية التيمم قد نزلت بعد، كل هذا المفروض أنه يعظم من شأن السيدة عائشة ﵂ وأرضاها، ومن شأن أبيها الصديق ﵁ وأرضاه، فقد أولى النبي ﷺ اهتمامًا عظيمًا بالسيدة عائشة ولا شك أن هذه فضيلة، لكن الصديق ﵁ لم يكن ينظر إلى هذا، كان ينظر إلى المشقة التي وقعت على المسلمين، ونسي فخر نفسه، وتذكر ألم المسلمين.
تقول السيدة عائشة ﵂ وأرضاها: (فجاء أبو بكر ورسول الله ﷺ واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال أبو بكر: حبست رسول الله ﷺ والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء، قالت: فعاتبني)، وطبعًا واضح أنه لم يكن عتابًا عاديًا، قالت: (فعاتبني ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله ﷺ على فخذي، فنام رسول الله ﷺ حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم)، سبحان الله! فأنزل الله في هذا الوقت آية التيمم: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا﴾ [النساء:٤٣]، في سورة النساء.
فقال أسيد بن حضير ﵁ وأرضاه: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، فلهم بركات كثيرة إسلام ودعوة وإعتاق للعبيد وإنفاق وهجرة وجهاد وأيضًا آية التيمم، إنها فعلًا عائلة مباركة.
تقول السيدة عائشة ﵂ وأرضاها: (فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته).
4 / 6