126

Al-Rawdah Al-Nadiyyah Sharh Matn Al-Jazariyyah

الروضة الندية شرح متن الجزرية

ناشر

المكتبة الأزهرية للتراث

ایڈیشن

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

پبلشر کا مقام

القاهرة - جمهورية مصر العربية

اصناف

الشين والتاء والنون والضاد، فهذا يدل على أن الكسر هو الأصل والضم عارض، فمن أجل ذلك وجب كسر همزة الوصل عند البدء بهذه الأفعال نظرًا للأصل.
واعلم أن: همزة الوصل تضم إذا كان ثالث الفعل مضمومًا ضمًا أصليًا نحو: (اجْتُثت - استُهزئ - اخرج - اشكر).
ووجه ضم همزة الوصل حال ضم ثالث الفعل (١): تحقيق التناسب بين الهمزة وثالث الفعل، وعدم الالتفات للثاني لكونه غير حاجز، وقيل: لئلا يلزم الخروج من الكسر إلى الضم، والقولان متماثلان.
واعلم أن: همزة الوصل تفتح قولًا واحدًا إذا كانت في (ال) التعريفية مثل: (النور - النهار - الملائكة - الأنهار).
فائدة:
إذا اجتمعت همزة الاستفهام وهمزة الوصل في كلمة وجب حذف همزة الوصل؛ لأن الغرض منها - وهو التوصل إلى النطق بالحرف الساكن - قد تحقق بهمزة الاستفهام، فلم يكن هناك داع لوجود همزة الوصل، وقد وقع في سبع كلمات في القرآن الكريم، في قوله تعالى: ﴿قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا﴾ [البقرة: ٨٠]، وفي قوله تعالى: ﴿أَطَّلَعَ الْغَيْبَ﴾ [مريم: ٧٨]، ﴿أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبا﴾ [سبأ: ٨]، ﴿أَصْطَفَى الْبَنَاتِ﴾ [الصافات: ١٥٣]، ﴿أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا﴾ [ص: ٦٣]، ﴿أَسْتَكْبَرْتَ﴾ [ص: ٧٥]، ﴿أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ﴾ [المنافقون: ٦].
وأصل هذه الأفعال: أإتخذتم، أإطلع، أإفترى، أإصطفى، أإتخذناهم، أإستكبرت، أإستغفرت، بهمزتين: الأولى همزة الاستفهام وهي مفتوحة، والثانية همزة الوصل وهي مكسورة لدخولها على فعل ماضٍ خماسي في

(١) أحكام تلاوة القرآن الكريم، ص: ٣١٩، ٣٢٠ (بتصرف).

1 / 128