= الحسن لا يقولون ذلك- يعني أنه يصرح بسماع الحسن من هؤلاء، وأصحاب الحسن يذكرونه عندهم بالعنعنة)). وقال أبو زرعة: ((يدلس كثيراً فإذا قال: حدثنا، فهو ثقة)). وضعفه النسائي، وقال الدارقطني: ((لين، كثير الخطأ، يعتبر به)). ووثقه عفان بن مسلم، وهشيم بن بشير، والحاكم النيسابوري، واختلف قولا ابن معين وابن المديني فيه. وقال الإمام أحمد: ((ما روى عن الحسن يحتج به)). التهذيب (٣١/١٠) والمستدرك (٥٤٦٥) وتاريخ بغداد (٢١١/١٣ - ٢١٦) وقال ابن حجر: ((صدوق، يدلس ويسوي)). التقريب (٦٤٦٤). وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ (٢٠٠/١): ((لم يبلغ درجة الصحة، ولا أخرج له النسائي)). وقال في السير (٧/ ٢٨٤): (هو حسن الحديث)). وترجم له الشيخ حاتم الشريف في المرسل الخفي (٣٤٢/١ - ٣٦٥) ترجمة مطولة.

قلت: والذي يظهر لي - والعلم عند الله - أن المبارك بن فضالة حسن الحديث وسط - وليس في أعلى درجات الحسن - إذا صرّح بالتحديث، وروايته عن الحسن البصري حسنة ومحمولة على السماع لطول ملازمته له ما لم نعلم أنه دلّسه، وهو كذلك في هذه الرواية، كما ستراه في الأثر التالي، حيث يرويه مبارك بن فضالة عن رجل عن الحسن.

وتصريح مبارك بن فضالة بالتحديث عن الحسن البصري وذِكْرِ عمران بن الحصين مخالفٌ لما ثبت من الرواية عن مبارك بن فضالة، كما ستراه في الأثر التالي، والذي يظهر أن الخطأ من أحد رواة السند التالين:

• محمد بن حميد بن فروة، لم أقف له على ترجمة، وعرفت من شيوخه: محمد بن سلام، وقتيبة بن سعيد الثقفي، وأبوه حميد بن فروة، وروى عنه: أبو كثير سيف بن حفص، ومحمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي. راجع: تهذيب الكمال (٥٢٣/٢٣) وشعب الإيمان (٤٤/٦) وتاريخ بغداد (٩/ ٣٣٧).

• حميد بن فروة بن فرمند ورَّاق أبي حذيفة، هكذا ذكره ابن ماكولا في الإكمال (٥٥٥/٢) في ترجمة تليمذه: حمدويه بن الخطاب.

• أبو معشر موسى بن محمد بن موسى المالِيني، ذكره السمعاني في الأنساب (١٠١/١١ - ١٠٢) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً.

والقصة مع الحديث السابق أخرجها الخطيب في تاريخه (١٤٥/٦) عن =