27

Al-Insaaf wal-Itidaal ‘ind al-Haafidh adh-Dhahabi

الإنصاف والاعتدال عند الحافظ الذهبي

ناشر

نادي المدينة المنورة الأدبي

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٣٦ هـ - ٢٠١٥ م

اصناف

الفصل السادس دعوته إلى ترك التضليل والتبديع لأجل زلّة أو هفوة، وأن العبرة بكثرة الفضائل ويبدو أن هذه المسألة كانت تشغل ذهن الذهبي وتفكيره كثيرًا، ربما لكثرة ما كان يرى من النزاع الذي كان يقع بين أصحاب المذاهب المختلفة والذي كان يصل إلى حد التهاجر والفجور في الخصومة وهضم حق الآخرين، فكرر الدعوة في مؤلفاته إلى ضرورة التحلي بالإنصاف والاعتدال مع العلماء، وعدم الحطّ عليهم لأجل بعض الهفوات أو الهنّات، وأن العبرة بكثرة المحاسن. وأنا أنقل إليكم بعض ما قاله الذهبي في ذلك: أولًا: قوله: «لو أننا أهدرنا كل عالم زلّ، لما سلم معنا إلا القليل، فلا تحطّ يا أخي على العلماء مطلقًا، ولا تبالغ في تقريظهم مطلقًا، واسأل الله أن يتوفاك على التوحيد» (^١). ثانيًا: قوله: «لو أننا كلما أخطأ إمامٌ مجتهد في مسألة خطأ مغفورًا له هجرناه وبدَّعناه، لما سلم أحدٌ من الأئمة، والله الهادي للحق،

(^١) تاريخ الإسلام ٣٠/ ٢٥٦.

1 / 39