الْأَثَر الثَّمِين فِي نُصْرَة عَائِشَة أُمّ الْمُؤْمِنِينَ
الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
ناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
پبلشر کا مقام
عمان
اصناف
عن غيرتها، وأمر الغيرة معلوم أنَّه معفوٌّ عنه.
وقد فهم بعض أهل العلم من سكوت النَّبيِّ ﷺ على مَقَالَةِ عائشة ﵂ أنَّها أفضل مِن خديجة، وهذا فهم محجوج بما رواه أحمد مِن أنَّ النَّبِيَّ ﷺ غَضِبَ لأجْلِ ذلك، وَرَدَّ عليها، وقال لها: " مَا أَبْدَلَنِي الله - ﷿ - خَيْرًا مِنْهَا؛ قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ، وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ، وَوَاسَتْنِي بِمَالِها إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ، وَرَزَقَنِي الله - ﷿ - وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ" (^١).
وفي الصَّحيحين مِن حديث عائشة قصَّة طريفة تبيِّن شدَّة غيرتها ﵂ وفرط محبَّتها له ﷺ، حتَّى تمنَّت لو أنَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُها، قالت: "كَانَ ﷺ إِذَا خَرَجَ أَقْرَعَ بَيْنَ نِسَائِهِ، فَطَارَتِ القُرْعَةُ لِعَائِشَةَ وَحَفْصَةَ، وَكَانَ النَّبِيُّ ﷺ إِذَا كَانَ بِاللَّيْلِ سَارَ مَعَ عَائِشَةَ يَتَحَدَّثُ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ: أَلَا تَرْكَبِينَ اللَّيْلَةَ بَعِيرِي وَأَرْكَبُ بَعِيرَكِ، تَنْظُرِينَ وَأَنْظُرُ؟ فَقَالَتْ: بَلَى، فَرَكِبَتْ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ إِلَى جَمَلِ عَائِشَةَ وَعَلَيْهِ حَفْصَةُ، فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ سَارَ حَتَّى نَزَلُوا، وَافْتَقَدَتْهُ عَائِشَةُ، فَلَمَّا نَزَلُوا جَعَلَتْ
رِجْلَيْهَا بَيْنَ الإِذْخِرِ (^٢)، وَتَقُولُ: يَا رَبِّ سَلِّطْ عَلَيَّ عَقْرَبًا أَوْ حَيَّةً تَلْدَغُنِي، وَلَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقُولَ لَهُ شَيْئًا " (^٣).
وممَّا وقع لها من الغيرة أنَّها لمَّا كانت ليلتها ذات مرَّة، ورجع النَّبيُّ ﷺ إليها
_________
(^١) أحمد "المسند" (ج ١٧/ص ٤٥٠/رقم ٢٤٧٤٥) وإسناده حسن.
(^٢) نبْت طيِّب الرَّائحة.
(^٣) البخاري "صحيح البخاري" (م ٣/ج ٦/ص ١٥٤) كتاب النّكاح. ومسلم "صحيح مسلم بشرح النّووي" (م ٨/ج ١٥/ص ٢١٠) كتاب فضائل الصّحابة.
1 / 42