الْأَثَر الثَّمِين فِي نُصْرَة عَائِشَة أُمّ الْمُؤْمِنِينَ
الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين
ناشر
دار الفاروق للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
پبلشر کا مقام
عمان
اصناف
الأثر الثمين
في نصرة عائشة ﵂ أمّ المؤمنين
دراسات في سيرة عائشة ﵂ أمّ المؤمنين وعدالة الصحابة أجمعين والوقاية من الفتن في كل زمان وحين
أحمد محمود الشّوابكة
تقديم ومراجعة
أ. د. عبد النَّاصر أبو البصل
رئيس جامعة العلوم الإسلاميّة العالميّة
أ. د. محمود السّرطاوي
كليّة الشّريعة - الجامعة الأردنيّة
أ. د. أحمد نوفل
كليّة الشّريعة - الجامعة الأردنيّة
د. محمّد الملكاوي
كليّة الشّريعة - جامعة اليرموك
أ. د. عبد المقصود حامد
كلية الشّريعة - جامعة العلوم الإسلاميّة العالميّة
﴿وأزواجه أمهاتهم﴾
1 / 1
حقوق الطّبع محفوظة
الطبعة الأولى
١٤٢٣ هـ - ٢٠١٢ م
حقوق الطبع محفوظة. لا يسمح بإعادة نشر هذا الكتاب أو أي جزء منه بأي شكل من
الأشكال أو حفظه ونسخه في أي نظام ميكانيكي أو إلكتروني يمكن من استرجاع
الكتاب أو أي جزء منه. ولا يسمح باقتباس أي جزء من الكتاب أو ترجمته الى أي لغة
أخرى دون الحصول على إذن خطي مسبق من دار الفاروق.
دار الفاروق
للنشر والتوزيع
عمان - العبدلي - عمارة جوهرة القدس
تلفكاس ٠٠٩٦٢٦٤٦٤٠٠٦٤
E-mail: daralfarouq@ yahoo.com
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الإهداء
إِلى مَنْ أوْصَاني ربِّي بهما خَيرًا، فقال:
﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (٢٣)﴾ [الإسراء].
إِلى مَنْ أَسْأَلُ رَبِّي لهما خَيرًا، فأقول:
﴿رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا (٢٤)﴾ [الإسراء].
وإلى صفيي وفرطي عبيدة، الّذي أجاب ربّه، وأوجعني فقده!
عسى الله أن يجمعني بهم جميعا في مستقرّ رحمته، مع الأحبة: النّبيّ ﷺ وصحبه ﵃.
الغَنِيُّ بالفَقْرِ إِلى الله
أحمد محمود الشوابكة
أبو عبيدة
1 / 3
تقديم
أ. د. عبد النّاصر أبو البصل
الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيِّدنا وقدوتنا محمَّد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى أزواجه وأصحابه أجمعين، والتَّابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين.
أمَّا بعد، فلا شكَّ أنَّ الحديث عن خيْرِ القرونِ محبَّبٌ إلى النَّفس، ويلامسُ القَلْبَ، ونتسَّمُ من خلاله عرفًا طيِّبًا نديًّا؛ كيف لا وهو ينقلنا إلى بيت النُّبوَّة، فنسمع أَقْوالَ النَّبيِّ ﷺ وتوجيهاتِه وحركاته وسكناته وما يحبّه وما يكرهه، ونعرف أسْلُوبَ حياته مَعَ أقاربه وجيرانه وزوجاته وبناته وأصحابه، نعرف عنه ما لا نعْرفه عن أنْفسنا.
نعم إنَّه حديث محبَّبٌ للنّفوس لأنَّه ينقلنا إلى أَرْوقةِ المدينة وميادين الجهاد الَّتي كان رسُولُ الله ﷺ يخوضُ حُروبَهُ فيها، وإلى سَاحَاتِ الأسْواقِ الَّتي يتاجِرُ فيها.
وفي هذا الكتاب الَّذي جَعَلَ الباحِثُ الفاضِلُ الأستاذ أحمد محمود الشّوابكة محْوَرَه العامّ الحديث عن الصَّحابة الكرام الَّذين يعدّون الحلقة الأولى الَّتي تلقَّت الوحيَ ونقلته عن الرَّسول ﷺ، ومحوره الخاصّ الحديث عن إحدى سيِّدات النُّبوَّة عن الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، الّتي كانت تمثِّلُ جانبًا من جوانبِ مشاركة المرأة المسلمة في الدَّعوةِ والسِّياسة والتَّعليم والتَّوجيه والأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر وفق رؤى اجتهاديَّة منهجيَّة تمثِّلُ مرحلة مِنْ مَراحلِ النُّضج العلميّ والفكريّ وصلت إليها السَّيِّدة عائشة وسائر نساء وسيّدات هذا البيت الطَّاهر.
1 / 4
كما تمثِّلُ السَّيِّدة عائشة ومن معها من الصَّحابة الَّذين كان لهم أثرٌ وفاعليّة في الحياة العامَّة في ذلك الجيل أنموذجًا حيًّا للتربية النَّبويَّة المباشرة؛ فهي زوجه وملازمته، وهي أصْغرُ نساء النَّبيِّ ﷺ سِنًّا، وأكثرهنَّ رواية، ولعلَّ الحكمة من اجتماعِ هذه الصِّفات وغيرها في أمِّ المؤمنين عائشة ﵂ جليَّة، فَمَنْ سيروي الأحاديثَ المتعلِّقة بالحياة الخاصَّة للرَّسول ﷺ وأسرته، ومن سيلاحِظُ دقائقَ الأمور إن لم يكنْ في مثْلِ سنِّها ﵂، وفي مثْلِ ذكائها، ومَنْ ستكون لها القوَّةُ والجرْأَةُ لِتحاوِرَ وتأْمُر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقول رأيها بكلِّ قوَّة لما تعرفه مِنْ أَمْر النَّبيِّ ﷺ غيرها ﵂؟ إنَّها مسْأَلة اختيار واصطفاء وتقدير من الله ﷾.
لا أقولُ مِنَ العجب، بل مِنْ غير المعقول ومِنْ أَغْرب الغرائب أنْ ينبري نفرٌ للتَّطاول على هذه السَّيِّدة على أمِّ المؤمنين ﵂ وعن أبيها، غافلين أو متغافلين عن:
ـ مكانتها عند الرَّسول ﷺ ومحبَّته الكبيرة لها والَّتي تحدَّث عنها ﷺ بكلِّ صراحة ووضوح؛ ليضرب المثل الأعلى في الكمال البشريّ، حيث سُئِلَ ﷺ: "مَنْ أحَبُّ النَّاسِ إِلَيْكَ؟ قَالَ: عَائِشَةُ".
ـ أنَّ القرآن الكريم نزل في بيتها بل والرَّسول ﷺ نائم في فراشها ورأسه في حجرها وعلى صدرها.
ـ أنَّها بنت الصِّدِّيق ﵁، الّتي حَفِظَ الله تعالى بها كثيرًا من سُنّة رسوله ﷺ
1 / 5
ـ أنَّه قد ثبت لها وصْفُ لقب أمّ المؤمنين الوارد في قوله الله أكبر: ﴿وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ (٦)﴾ [الأحزاب] فلها حقوق أمَّهات المؤمنين.
أ. د. عبد النّاصر أبو البصل
رئيس جامعة العلوم الإسلاميَّة العالميَّة
٢٣/جمادى الأولى/١٤٣٣ هـ
الأحد/١٥/نيسان/٢٠١٢ م
1 / 6
تقديم
أ. د. محمود السّرطاوي
الْحَمْدُ لله حَمْدًا يُوَافِي نِعَمَهُ، وَيُكَافِئُ مَزِيدَهُ، والصَّلاة والسَّلام على الرَّحمة المهداة سيِّد الأنبياء والمرسلين محمّد ﷺ، وعلى ذُرِّيَّتِه وأزواجه وأصحابه ومَنْ تبعهم بإحسان.
وبعد، فما أحوج الأمَّة الإسلاميَّة في هذه الأزمنة الَّتي تموج فيها الفِتَنُ إلى الدُّعاة الَّذين يرفعون لها رَايَاتِ النَّجاة! وتعلو صيحتهم بالحقِّ على الباطل ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ (١٨)﴾ [الأنبياء].
لقد كثرت في هذه الآونة الأبواق التي تدقُّ نواقيس الفتن بين المسلمين، والكل يدَّعي حبَّه لرسُولِ الله ﷺ وآله والتَّمسك بهديه، ولا أدري كيف تستقيم أو تصحُّ هذه المحبَّةُ مع النَّيل مِنْ صحابته الكرام، وأزواجه، وهنَّ أمَّهات المؤمنين بنص القرآن؟!
ولم يحسن بعض أهل العلم مُجَادلةَ هؤلاءِ بالَّتي هي أحسن، مع أنَّ الله تعالى قد أمر أنْ يُجَادَلَ أَهْلُ الكتابِ بالَّتي هي أحسن، فكيف بمجادلةِ مَنْ جعلهم الله تعالى أولياء لبعضهم ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ (٧١)﴾ [التّوبة]، وبِمَنْ وصفهم الله تعالى بأنَّهم رُحَماءُ بينهم ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ .. (٢٩)﴾ [الفتح].
ولا يغرب عن البال أنَّ فريقًا مِنَ المسلمين مِن هذا وذاك لا يقرُّ هذا النَّهج الَّذي يعرفه الخاصَّة والعامَّة.
1 / 7
وإذا كان هذا هو الحال فلا سبيل لِنَبْذِ الفتنة إلا أن يتصدَّى لها نَفَرٌ مِنَ العلماء والدُّعاة المخلصين بالحكمة والموعظة الحسنة، فإنَّها هي الكفيلة بإذن الله بوأْدِها وقطع دابرها.
وقد جاء هذا الكتاب "الأثر الثمين في نصرة عائشة ﵂ أم المؤمنين" ليعلي رايةً للإصلاح، ويجيب على ما أُثِير حولها ﵂ وحول الصحابة ﵃ من شُبُهات وافتراءات بالحكمة والكلمة الطيَّبة، معتمدًا الحجَّة والدَّليل من القرآن الكريم، وما صَحَّ مِنْ حديث سيِّد المرسلين.
فبعد أن بيَّن ما لأزواج النَّبيِّ ﷺ من مكانة وفضل، خصَّ السَّيِّدة عائشة ﵂ وعن أبيها بمزيد من البيان، فهي قطب الرَّحى وواسطة القلادة، وأردف بالحديث عن مكانة الصَّحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وذكر الفتن وأسبابها وسُبُلَ النَّجاة منها.
ولما كانت هذه هي الغاية مِنَ الكتاب، فإنَّه لا يضيره عدم التَّوسُّع في الحديث عن فقه السيدة عائشة ﵂؛ فإنَّ تناوله يضاعف حجم الكتاب أضعافًا مضاعفة.
وإنَّه لمنهج أحكم الباحث سبكه وأحسن نظمه قَصْدَ الدَّعوة إلى الإصلاح والتَّحذير من السَّير في ركاب الفتنة، وقد أتى على موضوعات البحث بعبارة أدبيَّة رصينة تأخذ بالقلوب، وبحجج تستجيب لها العقول، كلّ ذلك مِنْ غير إِيجاز مخلٍّ أو إِطْناب مملٍّ.
فالله تعالى أسأل أن يثيب الأخ الأستاذ أبا عبيدة أحمد وأن يجعله في ميزان
1 / 8
حسناته وأن ينفع به وبعلمه آمين، والحمد لله رب العالمين.
أ. د. محمود علي السرطاوي
أستاذ الفقه المقارن
نائب رئيس جامعة العلوم الإسلامية العالمية
وعميد كلية الشريعة /الجامعة الأردنية سابقًا
السّبت/١٠/ربيع الثّاني/ ١٤٣٣ هـ
٤/ آذار/ ٢٠١٢ م
1 / 9
تقديم
أ. د. أحمد نوفل
الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام رسول الله ﷺ، وبعد: فقد اطَّلعت على كتاب الأخ أحمد الشّوابكة (الأثر الثّمين في نصرة عائشة ﵂ أمّ المؤمنين)، والأخ أحمد ذو حِرْص وغيرة وهمَّة في طَلَبِ العِلْمِ ونصرة الدِّين والدِّفاع عن حُرُمَات المؤمنين، فكيف إذا كُنَّ أمَّهات المؤمنين، وبالأخصِّ الأعزّ منهنَّ على قَلْبِ نبيِّنا الأمين خاتم المرسلين.
ومعلوم أنَّ التَّاريخ يمكن أن يدوَّن وأن يُقرأَ من زوايا عديدة، وأن يُحَمَّل ما يحتمل وما لا يحتمل، فكيف من التَّاريخ الصَّفحات المتحدّثة عن الاختلافات والوقائع الَّتي أثارت الانقسامات بين الطَّوائف والجماعات؟
لكن الذَّي لا يحتمل أن يكذّب القاطع من الأدلَّة، وهل أصدق من القرآن؟ ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (١٢٢)﴾ [النِّساء] أفبعد شهادته الله أكبر القاطعة ببراءتها يتقوَّل متقوِّل ويتخرَّص متخرِّص! ألا فليخرس هذا الَّذي أخرج نفسه بهذا من ربقة الإيمان وجماعة المؤمنين.
ألا يعلم أنَّ أزواجَ النَّبيِّ ﷺ اختيار الله تعالى له، فكأنَّ مَنْ يتَّهم منهنَّ واحدة إنَّما يشكِّك في حكمة الله الله أكبر.
وقد غلب على الكتاب الرِّوايات الحديثيّة وهذا امتياز، ولكن هناك بعض مواطن الاستطراد فيما يسمّيه أحيانًا ما يؤخذ من الحديث.
وكنت أودُّ لو بَرَزَ التَّحليلُ أكثر تاريخيًّا ونفسيًّا ولُغويًّا، لكان ذلك تنويعًا مطلوبًا.
1 / 10
ومع هذا وذاك فإنَّ الجهد مشكور، والدَّأب الغيور في البحث مقدَّر، واللّغة العالية في الكتاب معتبرة. فاللّغة هي الطَّبق الَّذي يحوي الوجبة الفكريَّة العلميَّة، أو هي الأصداف الَّتي تحوي اللّؤلؤ، فلا يعقل أن يكون المعنى جميلًا، والثَّوب اللُّغويُّ خَلَقًا.
أمّا هذا البحث فقد كان - إن شاء الله - نُورًا على نُورٍ: رصانة في العلم، وجودة في السَّبك واللّغة والصّياغة، هذا بعض حقِّه، تقبّل الله عَمَلَه وعِلْمَه، وتسخيره إيَّاهما في سبيل الله تعالى، ونصرة المؤمنين، وفَّقه الله، ونفع به، ﴿وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٨٢)﴾ [الصّافات].
أ. د. أحمد نوفل
أستاذ التَّفسير والدِّراسات القرآنيَّة
كليَّة الشَّريعة - الجامعة الأردنيَّة
الأحد/٢/جمادى الأولى/١٤٣٣ هـ
٢٥ /آذار/ ٢٠١٢ م
1 / 11
تقديم
د. محمّد ملكاوي
يأبى اللهُ تعالى إلَّا أنْ يجْعَلَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ رَبَّانِيِّينَ يدافعون عن دينه وسنَّةِ نبيِّه ﷺ ويحمون أَعْراضَ المؤمنين والمؤمناتِ، وفي مُقَدِّمَتِهم أَصْحَابُ نبيِّه وأزواجُه ﷺ، فإنَّ مَنْ حمى مؤمنًا مِنْ منافق يغتابه حماهُ اللهُ مِنْ نار الآخرة.
ومن هؤلاء الرَّبَّانِيِّينَ أخونا الفاضل الأستاذ أحمد محمود الشّوابكة، الَّذي أحبَّ الله تعالى ورسُولَه ﷺ وأصحابَه وأزواجَه والمؤمنين، فقد طَمِعَ الأستاذ الشّوابكة بحُبِّهم أن يستنقذ نفْسَه وأَهْلَه من عذاب الآخرة، وأن يكون رفيق الَّذين أنعم الله عليهم مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ والصَّالحين في جنَّات النَّعيم، فسخَّر الأستاذ الفاضل وقته وجهده للتَّبحُّر في سيرة الرَّعِيل الأوَّل لاستخراج الدُّرر النَّفيسة، الَّتي أَذْهل الكثيرين عنها الانشغالُ بمطالب الحياة الدُّنيا، فلم يبق لهم وقتًا للبحثِ والتنقيب، وأغفلَ عنها الكثيرين أيضا دعاةُ الضَّلالة الَّذين اشتروا عَرَضًا دنيويًّا زائلًا بجنَّاتٍ نعيمها مقيم.
وكان من بعض دُرَرِ الأستاذ الشّوابكة كتابه " الأثر الثَّمين في نصرة عائِشَةَ ﵂ أمِّ المؤمنين" فقد اقتفى فيه جُلَّ ما دوَّنته الكتبُ الموثَّقةُ في سيرةِ هذه الطَّيِّبةِ المطيَّبة ﵂، ورَدَّ فيه على الشُّبهات التي أُشْرِبتْها قُلُوبُ الحاقِدِين الَّذين سيْطَرَ عليهم إِبْلِيسُ، فأوحى إليهم زُخْرُفَ القُوْل غُرُورًا، فظنَّوا أنَّهم يَفْتِنُون المؤمنين عن الحقِّ المبين، فخاب سعيُهم؛ إذ تَتَبَّعَ الأستاذ الفَاضِلُ شُبُهَاتِهم وَرَدَّها كلَّها بما قاله فيها الطَّيِّبُ ﷺ، وبما قاله أيضًا أَحْبَارُ الأمَّة من المحدِّثين والمفسِّرين والمؤرِّخين الَّذين شَرَوا أَنْفُسَهم ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ الله.
1 / 12
فأسأل الله العليَّ القدير أَنْ يجْزِيَ الأستاذ أبا عبيدة خَيْرَ الجزاءِ على نيَّته وإخلاصِه وحبِّه أحباب الله، وأن يُنِيلَه بحُبِّهم شفاعتهم، وأن يُعِينَهُ على تزويدِ المكتبةِ المعَاصِرةِ بمزيدٍ منَ الذَّخائر الَّتي لا يستغني عنها طَالِبُ الحقِّ، ولا يَتَنكَّبُها إلا مَغْبُونٌ، وصلَّى الله على النَّبيِّ الأمّيِّ محمَّد ﷺ وعلى آله وأصْحَابِهِ وأزواجِهِ وأتباعِه ومَنْ تَبِعَهم بإحْسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، وآخرُ دعْوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.
د ٠ محمّد أحمد محمّد عبد القادر ملكاوي
أستاذ العقيدة ومقارنة الأديان
قسم أصول الدِّين/كليَّة الشَّريعة/جامعة اليرموك
الاثنين/ ٢٨ /ربيع الأول/ ١٤٣٣ هـ
٢٠/شباط/ ٢٠١٢ م
1 / 13
تقديم
أ. د. عبد المقصود حامد
لقد اطَّلعْتُ على كتاب (الأثر الثَّمين في نصرة عائشة ﵂ أمّ المؤمنين) لمؤلِّفه الأخ الأستاذ أحمد محمود الشَّوابكة، فَنَالَ إِعجابي لما يأتي:
أوَّلًا: اعتماد الكتابِ على النُّصوصِ الصَّحيحةِ مِنَ السُّنَّة، وحُسْنِ توظيفها فيما قيلت فيه.
ثانيًا: العرض الهادِئ والهادِف والبنَّاء دون تجريح لأحدٍ مِنَ المخالفين، الَّذي أكسب الكتابَ صورةَ البحثِ العلميِّ.
ثالثًا: شمل الكتاب إلى جانب مناقب أمِّ المؤمنين عائشة ﵂ البحث في موضوعين هامَّين، أحدهما في عدالة الصَّحابة أجمعين، والآخر في الوقاية من الفتن في كلِّ زمان وحين.
شَكَرَ الله للمؤلِّفِ، وأعاننا وإيَّاه على كلِّ خير، والحمد لله ربِّ العالمين.
أ. د. عبد المقصود حامد عبد المقصود
أستاذ العقيدة والفلسفة
ومستشار رئيس جامعة العلوم الإسلاميّة العالميّة
الأحد/١٨/ربيع الثّاني/١٤٣٣ هـ
١١/ ٣/٢٠١٢ م
1 / 14
المقدّمة
الحمدُ لله الَّذي ألَّف بين قلوبِ أهْلِ الإيمان وجعلهم بنعمته إِخوانًا، وجمعهم على حُبِّ النَّبيِّ ﷺ وآله أصولًا فلم يتفرَّقوا أغصانًا وأفنانًا، ووعدهم من لدنه مغفرةً ورضوانًا. والصَّلاة والسَّلام على المبعوثِ رحمة للعالمين ﷺ، وعلى أصحابه البَرَرَةِ المتَّقين، وعلى أزواجه الطَّيِّبات المطيَّبات الطَّاهرات المطهَّرات أمَّهات المؤمنين ﵅، وعلى التَّابعين بإحسَانٍ إلى يوم الدِّين.
وبعد، فَمِنْ حُقوقِ الله تعالى على عباده صَدُّ عاديات الأدعياء وأباطيل الدُّخلاء، عن الإسلام ونبيِّ الإسلام ﷺ وأصحابه الكرام، بالَّتي هي أحسن للَّتي هي أقوم، وبالحجَّة والبرهان، والدُّعاء باللِّسان والقلب والجنان، أن يهديهم الله تعالى لما اختلفوا فيه من الحقِّ بإذنه: ﴿وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢١٣)﴾ [البقرة].
وقد ألَّف وصنَّف وأرَّخَ وتَرْجَمَ كثيرٌ من الأئمَّة الأعلام وأربابُ الأقلام، ممَّن سَلَفَ وخَلَفَ كتبًا عن أمِّ المؤمنين عائشة ﵂، فمنهم من أجاد المطلع والمقطع ولم يَأْتَل، ومنهم من عُدَّت سقطاتُه وأُحْصِيت هفواته وحُفِظَت فَلَتاتُه، ومنهم من غَثَّ حديثُه وموَّه باطله حتَّى شبَّهه بالحقِّ، بِلُغَةٍ فيها سِحْرٌ ودهاء، ومكر وبلاء، وَعَدَّ نَفْسَهُ من العلماء الأجلَّاء ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ (٢٢٠)﴾ [البقرة].
وكم هم الَّذين يضمرون حقدًا وغيظًا، ويظهرون مخالصةً وودًّا، فالحَذَرَ الحَذَرَ مِن اختلاف الأقلام، والكتب الَّتي جرَّت النَّوائب العِظام الجِسَام، وتربَّى
1 / 15
عليها أجيال وأقوام.
وأنا أعلم أنَّه لا يخلو زمانٌ من منافقين، فالخير والشَّرُّ له وارثون، فلا عَجَبَ أن نسْمَعَ مَنْ يتحدَّث بالإفك ويلوكه، ويجمعه ويفرِّقه، ويلمّ شَعَثه ويشيعه، ويقْشِره ويخفيه، وينْشُره ويفشيه.
﴿يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ (٣٠)﴾ [يس] يجهل أكثرُهم أنَّ لكلِّ واحدٍ منهم نصيبًا من الإثم؛ لمتابعته ومشايعته رأس النِّفاق ابن أبيّ، فلم يكن هذا ليقع إلّا من منافق مارق، أو فاسق هالك ﴿فَاعْتَبِرُوا يَاأُولِي الْأَبْصَارِ (٢)﴾ [الحشر].
ويا خَيْبَةَ مَنْ يحبُّ أن تشيع الفاحشة في المؤمنين، قال ﷿: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ (١٩)﴾ [النّور] والطَّامَّة أنَّه لا ينعق ناعق إلَّا وجدت مَنْ يسارع الوثْبَةَ إليه، فلكلِّ ساقطة لاقطة، ولكلِّ ثوب لابس.
والله يشهد أنَّني ما وضعت هذا الكِتابَ الصَّادع الرَّادع إلّا لأظهرَ بالحجَّة على كلِّ متحيِّز إلى فئة ترجع إلى الأهواء والآراء: ﴿لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ (٤٢)﴾ [الأنفال].
ولا ريب أنَّ مُفَارَقَةَ أهل الأهواء في الدُّنيا خَيْرٌ من مُرَافَقَتِهم في الآخرة، وقد قال الله تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ (٢٢)﴾ [الصَّافات].
وقد جَهَدْتُ جَهْدِي لأقيم حقًّا، أو أهدم باطلًا؛ حتَّى يعرف الحقَّ مَنْ جهله، ويَرْعَوِي عن البَغْي مَن اقترفه، وعذري أنَّه ليس على مجتهد بَذَلَ وُسْعَه في
1 / 16
طَلَبِ الحقِّ مِن عتب:
فإنْ لامَنِي القَومُ قُلْتُ أَعْذِروا فليس على أَعْرَجٍ مِنْ حَرَج
وأين يذهب مَنْ تزيَّا بزيِّ العلماء، وتعمَّم بعمائمهم، ثمَّ تولَّى عن آيات الله و﴿أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ (٨٣)﴾ [الإسراء] واتَّبع الهوى ليَضِلَّ عن سبيل الله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (٢٦)﴾ [ص].
كذلك وضعته عظةً وعبرةً وتذكرة لِمَنْ لم يَسْلَمِ الصَّحابةُ من لِسَانه ويده، ولمن بَسَطَ لسَانَهُ في أعراضِهم، وأكل وشبع من لحومهم ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (١١٣)﴾ [طه] ولا أيأس من رَوْحِ الله، ﴿لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (١)﴾ [الطلاق].
ولم آلُ جَهْدًا في نظمه وتأليفه، وتَرْصِيفِه وترصيعه، وزبرجته وتحبيره؛ فخرًا بلغتنا العربيَّة لغة القرآن، ولغة سيِّد الأنام ﷺ وأصحابه الكرام ﵃. ولم أدَّخِر وُسْعًا ولا سَعْيًا ببلاغةِ بلاغه، بل سلكت إليها كلَّ سبيل؛ التزامًا بما ألزمنا الله تعالى بِه، فقد قال ﷻ: ﴿وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (١٨)﴾ [العنكبوت]، ذلك أنَّ البلاغ المبين يكشف كُلَّ شبهة، ويزيل كلَّ لُبْسَة، ويدرَأُ كلَّ مفسدة، ويدفَعُ كُلَّ إشكال، ويجلِّي المُوَرَّى، ويوضِّح المُعَمَّى، ويجعل الحقَّ كَالشَّمْسِ في رَيْعَان الضُّحَى، لا يتمارى فيه اثنان.
ولذلك وَصَفَ الله تعالى كتابه بالمبين في غير آية، فقال: ﴿وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (٢)﴾ [الزّخرف]، ووصف البلاغ المكتوب على الرُّسل بالبلاغ المبين،
1 / 17
فقال: ﴿فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (٣٥)﴾ [النَّحل].
ولا ريب أنَّ البَلاغَ المبين من خصائص أسلوبِ النَّبيِّ ﷺ، الَّذي أَعْجَزَ بَلاغُهُ البُلغَاءَ، وتَبَلَّدَ أَمَامه الفُصَحَاءُ؛ فقد أُوتِيَ جَوامِعَ الكَلِم، قَالَ ﷺ: "بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الْكَلِمِ " (^١).
وما مِنْ شكٍّ أنَّ الموعظة بالكلمة البليغة لها أثرها وتأثيرها حتَّى على الكافرين والمنافقين، قال تعالى: ﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (٦٣)﴾ [النِّساء] فالآية فيها فضل البلاغة والفصاحة.
ومع هذا لا يخلو زماننا الَّذي قلَّ فيه العلم وكثر فيه الظُّلم ممَّن رَغِبَ عن بيانه ﷺ، وزهد في بلاغه، وممَّن استحبَّ العمى على الهدى فناله في أحبِّ النَّاس إليه، ألا بِئْسَ ما قدَّمت أيديهم ليوم الحِسَاب!
وأنا أعْلمُ - وليتهم يعلمون - أنَّ أمَّ المؤمنين عائشة ﵂ شَغَلَت العُلماءَ المتقدِّمين والمتأخِّرين، وأثارت برزانة عقلها وغزارةِ علمِها إجلالَ السَّلفِ والخلف، بل لا توجد امرأةٌ بَرَزَ اسْمُها في تاريخ الإِسْلامِ والمسلمين، وحظيت باهتمام الباحثين والدَّارسين عَبْرَ القرون كما حظيت به عائشة ﵂، فهيهات أن يجود الزَّمان بمن يشقّ غبارها، أو يدنو من آثارها، فكيف باللَّحاق بها! وأين في النِّساء مثل عائشة ﵂؟! الرَّاجحة في موازين العقل، السَّابقة في ميادين الفضل؛ فلا عَجَبَ أن أسِيْرَ خَلْفَ السَّلف بِقَلْبٍ بِسِيرَتِها أَسِير.
_________
(^١) البخاريّ "صحيح البخاري" (م ٤/ج ٨/ص ٧٦) كتاب التّعبير.
1 / 18
كما أعلم أنَّ الله تعالى أغناها ﵂ عن دفاع كُلِّ أحد، فقد تولَّى الله ﷿ الدِّفاع
عنها وعن المؤمنين، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا (٣٨)﴾ [الحجّ]، وأعلم أنَّ الله تعالى حَسْبُها، ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)﴾ [الأنفال]، وأنَّه وليُّها، ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا (٢٥٧)﴾ [البقرة] وأنَّه أنزل في إخلاء ساحتها عشر آيات بيِّنات نيِّرات.
لكن مضَّني سماعُ ثَلْبِهم وقَرْفِهم لمن زكَّاه اللهُ وقَرَظَه وأَطْرَاه، وأمرضني أن أظهروا العداوة ودَقُّوا عِطْرَ مَنْشِمِ، ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ (١١٨)﴾ [آل عمران] وصار في صدْري بلابِلُ تقطِّع الأنفاسَ أَسَفًا على ما آل إليه أمْرُ المسلمين!
لكن مهما طالت الأيدي وقصرت، فستظلّ دعوتُهم صَرْخَةً في وادٍ، أو ضربةً في حديد بارد، أو نفخةً في رَمَاد، أو سحابةَ صَيْفٍ سُرْعَان ما تنقشع وتتكشَّف، فالحقُّ له مقامٌ ومقال:
الحقُّ أَبْلَجُ لا تَزِيغُ سَبِيلُهُ وَالحقُّ يَعْرِفُهُ أُولُو الألبَاب
فلا يضرُّ عالمًا جَهْلُ جَاهِلٍ، ولا يضرُّ شريفًا عيبُ وضيعٍ، وكفى بالمرءِ شرًّا أنْ يقع في الصَّالحين، وهو ليس منهم! وصدق القائل:
ذو العقلِ لا يَسْلَمُ مِن جاهلٍ يسومُهُ عَسْفًا وإِعناتا
وقد جعلت هذا الكتاب في أَقسام ثمانية، وضمَّنته من الآيات المحكمات، والأحاديث القاطعات، والحجج الباهرات، والبراهين السَّاطعات، والأخبار المسندات ما يشرح الصُّدور، ويداوي المصدور.
1 / 19
وقد نثرت من نثره النَّظيم كلَّ درَّة تُزِيل ظلْمةَ اللَّيل البهيم: ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٤)﴾ [الجمعة].
وكان صدور هذا الكتاب أُمْنِية قبل أن توافيني المنيَّة: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ (٤٣)﴾ [الأعراف]. وختامًا، اللهَ أسألُ أن يُعِيْنَ مَنْ أعانني في هذا الكتاب، وأن يثيبه النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لَا يَحُولُ وَلَا يَزُولُ، وأن يعود هذا الكتاب على مَنْ سعى في نشره بالخير العتيد، والنَّفع الَّذي لا ينقطع ولا يبيد، وأن يجزي خيرًا مَنْ أقال الكَبْوة، وتدارك الهفوة، وسَدَّ الخلل، وأصلح الزَّلل، وأن ينفع به من قرأه أو نظر فيه النَّفع العميم، والخير السَّابغ الجسيم، وأن يجعله في صحائف أعماله يوم الدِّين: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ (١٩)﴾ [الانفطار] وآخر دعوانا ﴿أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٠)﴾ [يونس].
المؤلِّف
أحمد محمود الشّوابكة
أبو عبيدة
1 / 20