6

Al-Anwar Al-Nu'maniyah fi Al-Da'wa Al-Rabbaniyah

الأنوار النعمانية في الدعوة الربانية

ناشر

مطبعة السلام

ایڈیشن نمبر

الأولي

اشاعت کا سال

٢٠١١ م

پبلشر کا مقام

ميت غمر

اصناف

مع محو الكفر ومحق أهله، وإعزاز الدين وصَون الدماء المسلمين (١).
مراحل تشريع القتال:
كان النبي ﷺ مأمورًا طيلة الحياة المكية، بالعفو والصفح، وكف اليد عن المشركين، كما قال تعالى: ﴿فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (٢)، وقال تعالي: ﴿ُقل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (٣)
وعن ابن عباس ﵄: أن عبد الرحمن بن عوف وأصحابًا له أتوا النبي ﷺ بمكة فقالوا: يا رسول الله إنا كنا في عز ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة فقال: إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا ...) (٤).
ثم أذن الله للمسلمين في الجهاد دون أن يفرضه عليهم، قال تعالي: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير﴾ (٥) وهي أول آية نزلت في القتال كما قال ابن عباس ﵄ (٦).
ثم فرض الله عليهم قتال من قاتلهم دون من لم يقاتلهم، وذلك في المرحلة التي قال الله فيها: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَىَ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ أَوْ جَآؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَن يُقَاتِلُونَكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاء اللهُ

(١) كتاب أحكام الجهاد وفضائله.
(٢) سورة البقرة – الآية١٠٩.
(٣) سورة الجاثية – الآية١٤.
(٤) أخرجه النسائي (٦/ ٣) والحاكم (٢/ ٣٠٧) وصححه.
(٥) سورة الحج – الآية٣٩.
(٦) أخرجه النسائي (٦/ ٢).

1 / 6