بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد؛
فإنَّ من البركة والتوفيق التي تَغشى العبدَ، ما يجعله الله من القبول لعلمه، والبركة في تعليمه، فإن العبد قد يكتب كتابًا أو يقول كلمةً فلا يرى أثرها في وقتها بل ولا في زمانه، ثم يبارك الله في ذلك أيما بركة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وإنَّ من ذلك -والله أعلم- ما جعله الله تعالى لكتاب (أَخْصَرِ المُخْتَصَرَاتِ) من القبول والإقبال من المعلمين والمتعلمين لا سِيمَّا في زماننا هذا، حتى صار جُلُّ المبتدئين والمتعلمين على فقه مذهب الحنابلة يَنصبُّ اهتمامهم وعنايتهم على هذا المختصر.
وهذا - وإن كان بفضل الله ومنته على كاتبه ابن بلبان - إلا أن صِغَر حجم هذا المختصر، وسهولةَ عِبارته، ووضوحَ معانيه، واحتواءَه
1 / 5