كتاب أخصر المختصرات
1 / 1
حقوق الطبع محفوظة
لدار ركائز للنشر والتوزيع
الطبعة الأولى
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
دار الطميعي للنشر والتوزيع
1 / 2
كتاب أخصر المختصرات
تأليف الإمام
محمد بن بدر الدين البلباني الدمشقي الخزرجي الحنبلي
قوبل على أربع نسخ بخط المؤلف
تحقيق
د. عبد العزيز بن عدنان العيدان
د. أنس بن عادل اليتامى
1 / 3
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 4
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد؛
فإنَّ من البركة والتوفيق التي تَغشى العبدَ، ما يجعله الله من القبول لعلمه، والبركة في تعليمه، فإن العبد قد يكتب كتابًا أو يقول كلمةً فلا يرى أثرها في وقتها بل ولا في زمانه، ثم يبارك الله في ذلك أيما بركة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
وإنَّ من ذلك -والله أعلم- ما جعله الله تعالى لكتاب (أَخْصَرِ المُخْتَصَرَاتِ) من القبول والإقبال من المعلمين والمتعلمين لا سِيمَّا في زماننا هذا، حتى صار جُلُّ المبتدئين والمتعلمين على فقه مذهب الحنابلة يَنصبُّ اهتمامهم وعنايتهم على هذا المختصر.
وهذا - وإن كان بفضل الله ومنته على كاتبه ابن بلبان - إلا أن صِغَر حجم هذا المختصر، وسهولةَ عِبارته، ووضوحَ معانيه، واحتواءَه
1 / 5
على جُلِّ المسائل الكبار، واقتصارَه على المعتمَد عند المتأخرين؛ جعله محَطَّ ذلك الاهتمام من أهل هذا الزمان.
ولأجل هذا قمنا بوضع دلائل وإشارات على هذا المختصر في كتابٍ سميناه: (الدَّلَائِلَ وَالإِشَارَاتِ عَلَى أَخْصَرِ المُخْتَصَرَاتِ).
ثم رأينا بعد ذلك: أن هذا المختصر بحاجة إلى أن يكون بين يدي المتفقِّه - وخاصة المبتدئ - بأسلوبٍ تكون المسائل فيه مرتبة، بحيث يعرف الناظر فيه أمَّات تلك المسائل، وفروعها الملحقة بها، والأنواع والتقاسيم الواردة عليها؛ حتى تنتظم مسائل الباب في ذهنه وتكون في نسق متسق، فقمنا بالرجوع إلى نسخه الخطية وانتقاء أفضلها، وصغناه صياغة تتوافق مع ما تقدم ذكره، والله الموفق والهادي إلى سبيل العلم والرشاد.
ولا يخفى أن ثَمَّ مواطن في مثل هذا العمل خاصة تختلف فيها أنظار النظار، إلا أن ذلك لا يُغلق باب تسهيل العلم على المتفقهين، وتقريبه للطالبين، ولا يزال هذا التسهيل والتقريب محل اهتمام المؤلفين والعلماء المصلحين، فما كان فيه من صواب فمن الله وحده، وما كان من اجتهاد خاطئ فمنَّا ومن الشيطان، ونرجو من الله العفو والغفران، ومن القارئ النصح والبيان.
والحمد لله رب العالمين
المحققان
1 / 6
إسناد كتاب أخصر المختصرات، وغيره من كتب الأصحاب
الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه واستن بسنته إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا إسنادنا إلى كتاب "أخصر المختصرات" وغيره من كتب العلامة شمس الدين محمد بن بدر الدين البلباني ﵀، نرويه إجازة عن شيخنا الشيخ عبد الله ابن العلامة حمود بن عبد الله التويجري، قال: أخبرني والدي حمود التويجري، قال: أخبرنا القاضي عبد الله بن عبد العزيز العنقري، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمود النجدي الحنبلي، قال: أخبرنا الشيخ عبد الله أبا بطين، قال: أخبرنا حمد بن ناصر بن معمر، عن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب. (ح) ويرويه الشيخ عبد الله العنقري عن عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ حمد بن محمد بن فارس، كلاهما عن عبد الرحمن بن حسن، عن جده الشيخ محمد بن عبد الوهاب. (ح) ويرويه الشيخ عبد الله العنقري عن سعد بن عتيق، قال: أخبرنا بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى، عن عبد الرحمن بن حسن، عن جده محمد بن عبد الوهاب عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف الفرضي، عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي، عن المؤلف البلباني.
وبرواية الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى عن الشيخ عبد الله أبا بطين، عن محمد بن عبد الله بن حمد بن طراد الدوسري، عن عبد
1 / 7
الرحمن بن عبد الله البعلي الحلبي، عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي، عن المؤلف البلباني.
(ح) ونرويه أيضا عن الشيخ إسماعيل بن محمد بن بدران الدومي الحنبلي بعموم إجازته لنا، عن شيوخه الثلاثة: عبد القادر بن أحمد الحناوي، وعبد المجيد بن أحمد بن عبد المجيد الدومي، وأحمد الشامي الدومي، ثلاثتهم عن مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي، عن أبيه أحمد الشطي وعمه محمد بن حسن الشطي، كلاهما عن والدهما حسن بن عمر الشطي، عن مصطفى بن سعد الرحيباني (صاحب مطالب أولي النهي)، عن الشمس محمد بن أحمد السفاريني وأحمد البعلي (صاحب الروض الندي)، كلاهما عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الدمشقي، عن المؤلف البلباني.
(ح) ونروي كتب العلامة مرعي الحنبلي (ت ١٠٣٣ هـ)، وكتب العلامة منصور البهوتي (ت ١٠٥١ هـ)، بالإسناد الذي مر إلى أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي، عن أبيه عبد الباقي، عن مرعي الكرمي المقدسي، ومنصور بن يونس البهوتي.
(ح) ونروي كتب العلامة موسى الحجاوي (٩٦٠ هـ) وكتب الأصحاب، بالإسناد الذي مر أيضا إلى أبي المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي، عن أبيه عبد الباقي والشمس محمد بن بدر الدين البلباني، كلاهما عن أحمد بن الوفائي المفلحي عن أبي النجا موسى بن أحمد الحجاوي الحنبلي، عن الشهاب أحمد بن محمد الشويكي، عن
1 / 8
شهاب الدين أحمد بن عبد الله العسكري، عن علاء الدين علي بن سليمان المرداوي، عن شهاب الدين عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الكرم الصالحي، عن علي بن محمد ابن المحام، عن الحافظ زين الدين عبد الرحمن ابن رجب، عن شمس الدين محمد بن أبي بكر المعروف بابن قيم الجوزية، عن شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية، عن شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي، عن عمه الموفق عبد الله بن أحمد ابن قدامة المقدسي، عن ناصح الدين أبي الفتح نصر بن فتيان المعروف بابن المنِّي، عن أبي بكر أحمد بن محمد الدنيوري، عن أبي الخطاب محفوظ الكلوذاني، عن القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين المعروف بابن الفراء، عن أبي عبد الله الحسن بن حامد البغداي، عن أبي عبد الله عبيد الله بن محمد العكبري المعروف بابن بطَّة، عن أبي القاسم عمر بن الحسين الخرقي، عن والده الحسين بن عبد الله الخرقي خليفة المروذي وجماعة آخرين، ووالده عن أحمد بن محمد المروذي وغيره من أصحاب أحمد، عن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل رحمهم الله تعالى.
1 / 9
ترجمة المؤلف (١)
- اسمُه ونسبُه:
شمس الدين محمد بن بدر الدين بن عبد القادر بن محمد البَلْباني البَعْلي، ثم الدِّمشقي الصَّالحي، الخَزْرجي الحنبلي. (٢)
_________
(١) مصادر الترجمة:
مختصر طبقات الحنابلة، تأليف: الشيخ محمد جميل البغدادي المعروف بابن شطي، مطبوع عن دار الكتاب العربي في بيروت، (ص ١٢٢ - ١٢٣).
رفع النقاب عن تراجم الأصحاب، تأليف: إبراهيم بن محمد بن ضويان، مطبوع عن دار الفكر، (ص ٣٥٨).
السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة، تأليف: محمد بن عبد الله بن حميد النجدي ثم المكي، مطبوع عن مؤسسة الرسالة، (٢/ ٩٠٢)، ترجمة رقم: (٥٧٨).
تسهيل الوابلة لمريد معرفة الحنابلة، تأليف: صالح بن عبد العزيز العثيمين، مطبوع عن مؤسسة الرسالة، (٣/ ١٥٦٧)، ترجمة رقم: (٢٦٤٣).
مشيخة أبي المواهب الحنبلي، عن دار الفكر دمشق، دار الفكر المعاصر، بيروت، سنة ١٤١٠ هـ.
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، تأليف: محمد أمين بن فضل الله بن محب الدين بن محمد المحبي، مطبوع عن دار صادر في بيروت، (٣/ ٤٠١).
المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل، تأليف: عبد القادر بن أحمد بن بدران، مطبوع عن مؤسسة الرسالة في بيروت، (ص ٤٤٤).
معجم المؤلفين، تأليف: عمر بن رضا كحالة، مطبوع عن مكتبة المثنى في بيروت، (٩/ ١٠٠).
الأعلام، تأليف: خير الدين بن محمود الزركلي، مطبوع عن دار العلم للملايين، (٦/ ٥١).
(٢) ذكر في تسهيل السابلة اسمه هكذا: (شمس الدين بن بدر الدين، محمد بن عبد القادر بن محمد ....)، فجعل بدر الدين لقبًا لعبد القادر، والذي عليه عامة من ترجم له وذكر اسمه على ما أثبتناه، بجعل بدر الدين ابنًا لعبد القادر.
1 / 11
- مولدُه وفضائلُه:
وُلد بدمشق، سنة ستٍّ وألف - ظنًّا كما ذكر هو-.
كان رحمه الله تعالى عالمًا ورعًا عابدًا، قطع أوقاته في العبادة والعلم والكتابة والدرس والطلب، حتى مَكَّن الله تعالى منزلتَه من القلوب، وأحبَّه الخاص والعام، وكان ديِّنًا صالحًا، حَسَنَ الخُلق والصُّحبة، متواضعًا، حلوَ العبارة، كثيرَ التحرِّي في أمر الدين والدنيا، منقطعًا إلى الله تعالى.
وكان في أحواله مستقيمًا على أسلوب واحد منذ عُرف، فكان يأتي من بيته إلى المدرسة العُمرية في الصباح فيجلس فيها.
وأوقاته منقسمة إلى أقسام: إما صلاة، أو قراءة قرآن، أو كتابة، أو إقراء.
وله محاسنُ ولطائفُ مع العلماء، وولي خطابة الجامع المظفَّري المعروف: بجامع الحنابلة، وكان الناس يقصدونه في الجامع المذكور.
وقد أفتى مدة عمره، وانتهت إليه رئاسة العلم بالصَّالحية بعد وفاة الشيخ علي القبودي.
وكان عالمًا بالمذاهب الفقهية كلها زيادة على مذهبه رحمه الله تعالى.
1 / 12
- مشايخه:
التقى ابن بلبان بجماعة من علماء بلده وغيرهم، فمن هؤلاء العلماء:
١ - الشهاب أحمد بن أبي الوفاء الوفائي (ت: ١٠٣٨ هـ)، وأخذ عليه الفقه والحديث، ثم زاد عليه في معرفة فقه المذاهب زيادةً على مذهبه.
٢ - الشهاب أحمد بن يونس العيثاوي (ت: ١٠٢٥ هـ).
٣ - الشمس محمد بن محمد الميداني (ت: ١٠٣٣ هـ).
٤ - القاضي محمود بن عبد الحميد الحميدي.
وغيرهم.
- تلاميذه:
وأخذ عنه جمع من أعيان العلماء، منهم:
١ - الإمام المحقق محمد بن محمد بن سليمان المغربي (ت: ١٠٩٤ هـ).
٢ - الشيخ إسماعيل المعروف بـ ابن الحائك الحنفي المفتي (ت ١١٢٧ هـ)، مفتي الحنفية بدمشق.
٣ - أبو المواهب محمد بن عبد الباقي الحنبلي (ت ١١٢٦ هـ)، مفتي الحنابلة بدمشق.
1 / 13
٤ - عبد القادر بن عبد الهادي العمري الشافعي.
٥ - عبد القادر بن عمر التغلبي (ت: ١١٣٥)، صاحب كتاب: (نيل المآرب شرح دليل الطالب).
٦ - العلامة حمزة الدومي.
٧ - العلامة القاضي أحمد الدومي.
٨ - أبو الفلاح عبد الحي بن العماد العَكري الصالحي (ت: ١٠٨٩ هـ)، صاحب كتاب: (شذرات الذهب).
٩ - المؤرخ محمد الأمين بن فضل الله المحبي الحموي (ت: ١١١١ هـ)، صاحب كتاب: (خلاصة الأثر).
١٠ - الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخياري المدني (ت: ١٠٨٣ هـ)، صاحب كتاب: (تحفة الأدباء وسلوة الغرباء).
١١ - السيد سعدي ابن السيد عبد الرحمن بن حمزة الحسيني (ت: ١١٣٢ هـ)، العالم المحدث الفرضي.
١٢ - الشيخ عبد الرحمن بن ذهلان النجدي (ت: ١٠٩٩ هـ).
وغيرهم خلق كثير، قال محمد بن كنان في كتابه الرياض السندسية: (وما من عالم من العلماء الآن إلا وقرأ عليه) (١).
_________
(١) حاشية ابن بدران مع أخصر المختصرات ص ٨١.
1 / 14
- ثناء العلماء عليه:
قال تلميذه المؤرخ المحبي في خلاصة الأثر: (اتفق أهل عصرنا على تفضيله وتقديمه ... وبالجملة؛ فقد كان بقيةَ السلف، وبركةَ الخلف).
وقال الشيخ إبراهيم بن عبد الرحمن الخياري في كتابه تحفة الأدباء: (عين العلماء الأعلام، حامل لواء الزهادة والنزاهة بين الأنام، خاتمة المتأخرين، سالك سَنن السالفين، مُذكِّر سيرة الماضين في الزهد والعلم وحسن اليقين، الجامع بين العلم والعمل، والملاحظ بتوفيق الله ﷿.
وقال الشيخ عبد الرحمن البعلي في مقدمة كشف المخدرات: (الإمام والحبر العمدة العلام، فريد عصره وزمانه، ووحيد دهره وأوانه، شيخ الإسلام والمسلمين، وزين العلماء العاملين، عمدة أهل التحقيق، وزبدة أهل التدقيق).
وقال ابن شطي في مختصر طبقات الحنابلة: (هو الشيخ العلامة المحقق، الفهامة الورع الزاهد العالم العامل، القدوة الحجة خاتمة المسندين، بقية الأئمة الزهاد، وأوحد العلماء الأفراد).
وقال عبد القادر بن بدران في المدخل: (كافي المبتدي وأخصر المختصرات ومختصر الإفادات، هذه المتون الثلاثة للفقيه المحدث الصالح محمد بن بدر الدين بن بلبان البلباني، البعلي الأصل، ثم
1 / 15
الدمشقي الصالحي، كان يقرأ الفقه لطلاب المذاهب الأربعة، وقد اعتنى مَن بَعدَه بكتبه).
- مصنفاته:
له مصنفات نافعة، وهي:
١ - كافي المبتدي. (١)
٢ - مختصر الإفادات في ربع العبادات والآداب وزيادات. (٢)
٣ - قلائد العقيان في اختصار عقيدة ابن حمدان. (٣)
_________
(١) طُبع في المطبعة السلفية لمحب الدين الخطيب، مصر، ولم يعتمد على نسخة خطية، وإنما أخذه من شرحه الروض الندي.
وطُبع أيضًا بتحقيق الدكتور ناصر بن سعود السلامة، عن مكتبة الرشد في الرياض، سنة ١٤٢٥ هـ، واعتمد على نسخة خطية واحدة.
ولهذا الكتاب شرح واحد: (الروض الندي شرح كافي المبتدي)، تأليف: أحمد بن عبد الله البعلي (ت ١١٨٩ هـ)، قال ابن بدران عن هذا الشرح: (شرحه شرحًا لطيفًا محرَّرًا) المدخل ص ٢٢٨.
طُبع بعناية عبد الرحمن حسن محمود من علماء الأزهر، عن المؤسسة السعيدية بالرياض، في مجلد واحد، ثم طُبع بعناية نور الدين طالب، عن دار النوادر، سنة ١٤٣٣ هـ، في مجلدين.
(٢) طُبع بتحقيق وتعليق الشيخ محمد بن ناصر العجمي، عن دار البشائر الإسلامية، سنة ١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م.
(٣) أودعها ابن بلبان آخر كتابه (مختصر الإفادات)، وقد طُبع بتحقيق الدكتور حمد بن عبد المحسن التويجري.
1 / 16
٤ - رسالة في قراءة عاصم.
٥ - بغية المستفيد في أحكام التجويد.
٦ - الرسالة في أجوبة أسئلة الزيدية.
٧ - الآداب الشرعية. (١)
٨ - أخصر المختصرات، وهو كتابنا هذا.
- وفاته:
كانت وفاته في سنة ثلاث وثمانين وألف، وكانت جنازته حافلة جدًّا رحمه الله تعالى، وصلَّى عليه بالجامع المظفري ولدُه الشيخُ عبدُ الرحمن في جمع عظيم، ودُفن بسفح جبل قاسِيُون، في الطَّرَف الشرقي بالقرب من الروضة.
﵀ رحمة واسعة وأعلى درجته وأسكنه فسيح جنته.
_________
(١) هذه الكتب الأربعة مفقودة إلى هذه الساعة يسر الله على الباحثين إيجادها، وقد ذكرها من ترجم له.
1 / 17
التعريف بالكتاب
- توثيق اسم الكتاب:
ذكر المؤلف في مقدمة كتابه أنه قد سمى هذا المختصر باسم: (أخصر المختصرات).
بينما جاء في غلاف النسخة التي في أملاك الشيخ عبد الله الدحيان أن اسمه: (كتاب أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل).
وجاء في غلاف النسخة القطرية التي كانت في ملك ابن بدران: (كتاب أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام المبجل أحمد بن حنبل).
وفي غلاف النسخة المصرية في طنطا: (كتاب أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام المبجل والحبر المفضل أحمد بن محمد بن حنبل).
فيظهر والله أعلم أن الزيادة المذكورة بعد (أخصر المختصرات)، ليست مقصودة في دخولها في اسم الكتاب - على فرض ثبوت كون ورقة الغلاف مكتوبة بخط المؤلف في جميع النسخ -.
ويقوي ذلك: أن الذين شرحوا الكتاب والذين ترجموا للمؤلف
1 / 18
اقتصروا عند ذكر اسم الكتاب على: (أخصر المختصرات).
• مكانة أخصر المختصرات:
كتاب (أخصر المختصرات) في الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل ﵀، من المتون المعتمدة عند المتأخرين من الحنابلة.
اختصره ابن بلبان من كتابه المسمى بـ (كافي المبتدئ من الطلاب)، وهو على اختصاره إلا أنه أوسع من مُختصَره هذا.
وقد بين المؤلف في مقدمة أخصر المختصرات الموجزة مادة كتابه، وسبب تأليفه، واسم مختصره، وسبب تسميته بذلك، فقال: (فَقَدْ سَنَحَ بِخَلَدِي أَنْ أَخْتَصِرَ كِتَابِيَ المُسَمَّى بِـ «كَافِي المُبْتَدِي»، الكَائِنَ فِي فِقْهِ الإِمَامِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَنْبَلٍ الصَّابِرِ لِحُكْمِ المَلِكِ المُبْدِي؛ لِيَقْرُبَ تَنَاوُلُهُ عَلَى المُبْتَدِئِينَ، وَيَسْهُلَ حِفْظُهُ عَلَى الرَّاغِبِينَ، وَيَقِلَّ حَجْمُهُ عَلَى الطَّالِبِينَ، وَسَمَّيْتُهُ «أَخْصَرَ المُخْتَصَرَاتِ»؛ لِأَنِّي لَمْ أَقِفْ عَلَى أَخْصَرَ مِنْهُ جَامِعٍ لِمَسَائِلِهِ فِي فِقْهِنَا مِنَ المُؤَلَّفَاتِ).
وقد اعتنى الحنابلة بعده بمختصره هذا عنايةً لا تقل عن عنايتهم بباقي المختصرات المعتمدة في المذهب، فحفظوه وشرحوه واشتغلوا به ودرسوه.
ويدل على عنايتهم بأخصر المختصرات: أنهم عدُّوه أول درجة يرتقي بها المبتدئ في المذهب الحنبلي، فيقول ابن بدران عند ذكره
1 / 19
مُقترحًا علميًّا يسير عليه المعلم والمتعلم في دراسة مذهب الحنابلة: (فالواجب الديني على المعلم - إذا أراد إقراء المبتدئين - أن يقرئهم أولًا كتابَ أخصر المختصرات أو العمدة للشيخ منصور) (١).
ومما يجلي مكانة هذا المختصر عند الفقهاء المتأخرين من الحنابلة أيضًا، ما قاله أهل العلم والفضل منهم عنه:
فيقول الأمين المحبي (ت: ١١١١ هـ)، في خلاصة الأثر: (وله مختصر في مذهبه صغير الحجم، كثير الفائدة).
ويقول عبد الرحمن بن عبد الله البعلي (ت: ١١٩٢ هـ)، عن أخصر المختصرات: (في غاية الوقع الحميد، وعظم النفع للمريد) (٢).
وقال الشيخ عثمان بن عبدالله بن جامع النجدي الحنبلي (ت: ١٢٤٠ هـ): (إني لما وقفت على الكتاب الموسوم بأخصر المختصرات للإمام المحقق محمد البلباني الحنبلي رفع الله له الدرجات، وجدته مع كونه في غاية الاختصار يشتمل على جل المسائل الكبار، ولا يستغني طالب العلم عن حفظه) (٣).
وقال العلامة عبد القادر بن بدران الحنبلي (ت: ١٣٤٦ هـ) مشيرًا
_________
(١) المدخل ص ٤٨٧.
(٢) كشف المخدرات (١/ ٣٤).
(٣) الفوائد المنتخبات (١/ ٥).
1 / 20
إلى بعض مزاياه: (فتأملته فوجدته سهل العبارة، واضح المعاني، إذا تأمله الذكي لا يحتاج في فهمه إلى مُوقِّف، وينتفع به الصغير والكبير، وهو من المتون المعتمدة في المذهب).
وقال الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز بن مانع الحنبلي (ت: ١٣٨٥ هـ): (وهو عمدة في المذهب) (١).
كما أن عناية العلماء والمعلمين بهذا الكتاب في عصرنا ظاهرة جلية.
- طبعات أخصر المختصرات:
طُبع المختصر عدة مرات:
١ - في مطبعة الترقي الماجدية في مكة المكرمة، سنة ١٣٣٢ هـ.
٢ - في دمشق، سنة ١٣٣٩ هـ، بتعليق الشيخ عبد القادر بن بدران رحمه الله تعالى، واعتمد فيها على نسخة بخط المؤلف وجدها في بقايا كتب جده.
٣ - في المطبعة السلفية بمصر، سنة ١٣٧٠ هـ، بعناية الشيخ محب الدين الخطيب رحمه الله تعالى، أثبت تعليقات الشيخ عبد القادر بن بدران على الطبعة الأولى، وحذف ما يحسن الاستغناء عنه منها للطلبة الناشئين، كما ذكر ذلك في المقدمة.
_________
(١) تحقيق أخصر المختصرات للعجمي ص ١٤
1 / 21