الزكيّة «وجّه أخاه ادريس إلى المغرب ولولده هناك مملكة» [١]. وقد تنبّه محمد الطالبي لهذا الإشكال فقال: «والأشعري مؤلف جاد، لكنه شرقي ولذا فهو أقل ثباتا لما يكون الأمر متعلقا بالمغرب، وفضلا عن ذلك، كان يؤلف في بداية القرن العاشر، أي حوالي سنة ٢٩١/ ٩٠٣ - ٩٠٤ وأخيرا فإن روايته الخاصة بمهمة إدريس المكلف من طرق أخيه النفس الزكية لم يؤيدها أي مصدر آخر تأييدا كاملا، ومن الثابت أن إدريس كان بالمدينة حين وقوع ثورة فخ سنة ١٦٩/ ٧٨٥ - ٧٨٦. ولا يستبعد قطعا أنه رجع إلى الشرق بعد القيام بمهمة أولى في المغرب لكن هذا الأمر قليل الاحتمال، غير أن قول الأشعري لا يحتمل أن يكون بدون أساس أيضا، رغم ظهور التباس في الاشخاص، وبعبارة أخرى، لا يستبعد أن يكون محمد النفس الزكيّة قد وجّه داعيا آخر إلى المغرب» [٢].
هذا ويذكر ابن أبي زرع [٣] أن النفس الزكيّة أرسل أخاه عيسى إلى افريقية فأجابه بها خلق كثير.
ثم يذكر أنه بعث أخاه «سليمان إلى بلاد مصر داعيا للبيعة، ولما اتصل به قتل أخيه وسار إلى بلاد النوبة ثم إلى بلاد السودان ثم خرج إلى زاب افريقية ثم سار إلى تلمسان من بلاد المغرب فنزلها واستوطنها، وذلك في أيام أخيه إدريس فكان له بها أولاد كثيرون [٤]. غير أن الطبري وأبا الفرج يذكران أن سليمان قتل في معركة فخ [٥].
_________
[١] مقالات الاسلاميين ٧٩.
[٢] الدولة الأغلبية ٣٩٨ (والنقل حرفي عن الترجمة العربية، رغم ما يشوبه من ركاكة).
[٣] الأنيس المطرب ٤ (ط. الرباط ١٥ وفيها تصرف من المحقق).
[٤] الأنيس المطرب ٤ - ٥ (ط. الرباط ١٥ - ١٦).
[٥] الطبري ٨/ ١٩٧ (-٣/ ٥٥٩)؛ مقاتل الطالبيين ٤٥١ (ط ٢.٣٧٨) وأحمد بن سهل الرازي، أخبار فخ ١٤٤. ولم يتنبّه محمود إسماعيل (الأدارسة: حقائق جديدة ٤٧ - ٤٨) لهذا الخلط.
1 / 41