احسن التقاسیم فی معرفت الاقالیم
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
من الكرامية كل مجتهد مصيب في الأصول والفروع جميعا الا الزنادقة واحتج صاحب هذه المقالة وهو قول جماعة من المرجئة بخبر النبي (صلى الله عليه وسلم) يفترق امتى على ثلاث وسبعين فرقة (1) اثنتين وسبعين في الجنة وواحدة في النار وقال بقية الائمة (2) لا مصيب الا من وافق الحق وهم صنف واحد واحتجوا بالخبر الآخر اثنتان (3) وسبعون في النار وواحدة ناجية وهذا أشهر الا ان 5 الأول اصح اسنادا والله اعلم فان صح الأول فالهالكة هم الباطنية وان صح الثاني فالناجية السواد الأعظم ولم أر السواد الأعظم الا من اربعة مذاهب أصحاب ابى حنيفة بالمشرق وأصحاب مالك بالمغرب وأصحاب الشافعي بالشاش وخزائن نيسابور وأصحاب الحديث بالشام واقور والرحاب وبقية الأقاليم ممتزجون قد بينت ذلك في شرح الأقاليم من هذا الكتاب* واما أصحاب القراءات المستعملة اليوم (4) فعلى اربعة أقسام حروف أهل الحجاز وهن اربع قراءة نافع وابن كثير وشيبة وابى جعفر وحروف أهل العراق وهن اربع حرف (5) عاصم وحمزة والكسائي وابى عمرو* وقراءة أهل الشام وهي لعبد الله بن عامر (6)، وحروف الخاص وهن اربع قراءة يعقوب الحضرمي واختيار ابى عبيد (7) واختيار ابى حاتم وقراءة الأعمش* وأكثر الائمة على ان الجميع 15 على صواب (8)* وقد اخترت من المذاهب مذهب ابى حنيفة (رحمه الله) للخلال (9) التي اذكرها في إقليم العراق ومن الحروف مقرا (10) ابى عمران عبد الله بن عمر اليحصبى للمعاني (11) التي اصفها في إقليم اقور* واعلم ان (12) الناس قد عدلوا عن مذهب ابى حنيفة في اربع صلاة العيدين الا بزبيد وبيار وصدقة الخيل (13) وتوجيه الميت عند الموت (14) والتزام
صفحہ 39