احسن التقاسیم فی معرفت الاقالیم
أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم
عليه البحر ومدين في هذه الخطة (1) وثم الحجر الذي رفعه موسى عم حين (2) سقى غنم شعيب والماء بها غزير وأرطالهم ورسومهم شامية، مو في ويلة تنازع بين الشاميين والحجازيين والمصريين كما في عبادان واضافتها الى الشام أصوب لان رسومهم وأرطالهم شامية وهي فرضة فلسطين ومنها يقع جلابهم (1) وتبوك مدينة (3) صغيرة بها مسجد النبي (صلى الله عليه وسلم) (4)
جمل شئون هذا الإقليم
هو إقليم متوسط الهواء الا وسطه من الشراة الى الحولة فإنه بلد (5) الحر والنيل والموز والنخيل وقال لي يوما غسان الحكيم ونحن باريحاء ترى هذا الوادي قلت بلى قال هو يمد الى الحجاز ثم يخرج الى اليمامة ثم الى عمان وهجر ثم الى البصرة ثم الى بغداد ثم يصعد الى ميسرة الموصل الى الرقة وهو وادي الحر والنخيل، واشد هذا الإقليم بردا بعلبك وما حولها ومن وأمثالهم قيل للبرد اين نطلبك قال بالبلقاء قال فان لم نجدك قال بعلبك يبتى (6)، وهو إقليم مبارك بلد الرخص والفواكه والصالحين وكلما علا منه نحو الروم كان أكثر أنهارا وثمارا وأبرد هواء وما سفل منه فإنه أفضل وأطيب وألذ ثمارا وأكثر نخيلا، وليس فيه نهر يسافر فيه انما (7) يعبر قليل العلماء كثير الذمة والمجذمين (8) ولا خطر فيه للمذكرين والسامرة فيه من فلسطين الى طبرية ولا تجد فيه مجوسيا ولا صابئا مذاهبهم مستقيمة أهل جماعة وسنة (9) وأهل طبرية ونصف نابلس (10) وقدس وأكثر عمان شيعة ولا ماء فيه لمعتزلى (11) انما هم في خفية (12) وببيت المقدس خلق من الكرامية لهم خوانق ومجالس (13) ولا ترى به مالكيا ولا داوديا وللاوزاعية مجلس بجامع دمشق والعمل كان فيه على
صفحہ 179