في قيام وقعود، ونزول وصعود، وخذْ هذا، ودع هذا، وابنِ هذا، واهدمْ هذا، وقد كان ما كان، وأين ذهب فلان؟ ومن أين جاء فلان؟ إذ جاءه أمر إلهي، وحادث سماوي، وحكم رباني، فسكّن حركته، وأطفأ شعلته، رأذهب نضرته، وتركه كالخشبة الملقاة والحجر المرمي، إن صيح به لم يسمع، وإن دُعي لم يجب، وإن قطع إو حرق لم يتكلم، وإن ربك على ما يشاء قدير" (١).
٦ - (*) ثناء العلماء عليه:
اتفقت كلمةُ المترجمين لعبد الحق على تزكيته، ورفع ذكره، والثناء عليه، ولم أجد من غمزه أو لمزه، ولا ينقض دعوى الإتفاق على إمامته انتقاد الشيخ أبى الحسن في القطان لكتابه الأحكام، فإن هذا مما يسع فيه الخلاف، ولكل وجهةٌ ومثوبة، كيف وقد مدحه وأثنى عليه بزكاء مستطاب!
يقول ابن القطان في مقدمة كتابه "بيان الوهم والإِيهام الواقعين في كتاب الأحكام":
وبعد:
فإن أبا محمد عبد الحقّ بن عبد الرحمن الأزدي ثم الإِشبيلي -رحمةُ الله عليه- قد خلَّد في كتابه الذي جمع فيه أحاديث أفعال المكلفين، علمًا نافعًا، وأجرًا قائما زكى به علمه، ونجح فيه سعيه، وظهر عليه ما صلح فيه من نيته، وصح من طويته، فلذلك شاع الكتاب المذكور وانتشر، وتلقي بالقبول، وحق له ذلك، لجودة تصنيفه، وبراعة تأليفه، واقتصاره، وجودة اختياره فلقد أحسن فيه ما شاء، وأبدع فوق ما أراد، وأربى على الغاية وزاد، ودلَّ منه على حفظ وإتقان، وعلم وفهم واطلاع واتساع ...
_________
(١) العاقبة: (٢٦٤).
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: كذا بالمطبوع رقم (٦)، وكان قبله رقم (٤)
1 / 39