فإن جاوزت الحرارة هذا الحد قليلا وصارت كأنها في آخر الدرجة الثانية، وكانت الرطوبة لطيفة هوائية لدنة، كان انتقال الثمرة إلى الدهنية والدسومة.
فإن جاوزت الحرارة هذا الحد قليلا، وكانت الرطوبة يسيرة متوسطة بين اللطافة والغلظ إلا أنها قريبة من الأرضية قليلا، تشنجت رطوبة الثمرة وانتقلت إلى الملوحة والبورقية.
فإن جاوزت الحرارة هذا الحد وصارت إلى الدرجة الثالثة وكانت الرطوبة يسيرة غليظة أرضية، كان انتقال الثمرة إلى المرارة.
فإن جاوزت الحرارة هذا الحد أيضا وصارت محرقة نارية كأنها في الدرجة الرابعة وكانت الرطوبة في غاية اللطافة واليبس، كان انتقال الثمرة إلى الحدة والحرافة.
وإن كانت البرودة على النبات أغلب، وكانت برودته في الدرجة الأولى وكانت الرطوبة متوسطة بين اللطافة والغلظ فيها شئ من لزوجة، كان انتقال الثمرة إلى العذوبة وتوسطت بين الحلاوة والتفاهة، فإن جاوزت البرودة هذا الحد أيضا، وصارت في وسط الدرجة الثانية وكانت الرطوبة غزيرة رقيقة مائية فيها شئ من الأرضية، كان انتقال الثمرة إلى الحموضة.
فإن جاوزت البرودة هذا الحد وصارت إلى آخر الدرجة الثانية وكانت الرطوبة يسيرة متوسطة بين اللطافة والغلظ، كان انتقال الثمرة إلى القبوضة.
فإن جاوزت البرودة هذا الحد وصارت في آخر الدرجة الثالثة وكانت الرطوبة يسيرة غليظة أرضية، ثبتت الثمرة على أرضيتها وعفوصتها، وقربت من طعم النبات، وعدمت الطعوم المخالفة للعفوصة أصلا. ولذلك صار قصب السكر وغيره من الأشياء القوية الحلاوة لا تنبت في البلدان القوية البرد الكثيرة الثلوج، لان الحلاوة تحتاج إلى حرارة قوية في الدرجة الثانية تطبخ غذاءها وتعقده.
فقد بان واتضح أن قوة كل ثمرة من الثمار قريبة من قوة نباتها، إلا أنها أسخن وألطف (1) قليلا.
ولذلك صارت ألطف من النبات. ويستدل على لطافتها من لطافة غذائها، لأنها إنما تغتذي من ألطف ما يصل إلى النبات من الغذاء. وأما حرارتها وجفافها فصارا لها لبعدها من رطوبة الأرض المغذية لها، وتمكن حرارة الشمس منها. ولذلك صار كل بزر أعون على تلطيف الفضول وتحليلها من نباته الذي هو منه.
ويستدل على ذلك من بزر الخشخاش لأنا نجده أقل بردا من نباته. ولذلك صار إذا أكل لم يوجد له من قوة الفعل في إخدار البدن وكثرة النوم ما يوجد للنبات نفسه. ولهذا ما صار اللبن المستخرج من نباته المسمى أفيون أقوى فعلا في إخدار البدن وجلب النوم من بزره وحبه. وكذلك الحال في
صفحہ 64