بيت الهنا بالطمبكشية، الشمس لا تغيب حتى في الشتاء والليل. حليمة الجميلة بنت الجميلة. أبي يرجع حاملا شيئا طيبا تحبه الأنفس، وتقول أمي لأبي: دعها تستمر ... التعليم فرصة العمر ... ليتني وجدت فرصتي.
ويقول قريبنا الطيب عم أحمد برجل: أصبحت البنت يتيمة ... الاستمرار في التعليم مشقة.
فتسأله أمي: وما العمل يا عم أحمد؟ - معها شهادة ... وهي ذكية ... يلزمها عمل ... ستخلو عندنا وظيفة قاطعة التذاكر.
وتسألني أمي: هل تحسنين عملا كهذا؟
فأقول بلهفة: التمرين يكمل ما ينقصني.
ويقول عم أحمد: الشمشرجي صديق الهلالي بك ... تشفعي به عنده، وسأكلمه من ناحيتي.
ها هي الدنيا تتفتح عن تجربة جديدة؛ هكذا أدخل المسرح لأول مرة، مكان فخم ذو رائحة خاصة مؤثرة، عم أحمد يتضاءل، ويلعب فيه دورا صغيرا. أدعى إلى مقابلة المدير، أدلف إليه في معبده الضخم بثوبي الأبيض البسيط وحذائي القديم. بهيكله العالي، وعينيه الحادتين، ونظرته المجتاحة، يبدو كائنا رائعا شديد التأثير. تفحصني حتى ذبت. يقدم لي فرخ ورق ليمتحن سرعة كتابتي للأرقام.
يقول بصوته الجهير: يلزمك تدريب قبل تسلم العمل يا ...
أقول بحياء: حليمة الكبش.
يبتسم معلقا: الكبش؟! ... ما علينا ... وجهك مقبول أكثر من وجوه ممثلات فرقتنا ... أريد أن أمتحنك عند انتهاء التدريب.
نامعلوم صفحہ