أي صوت قبيح كأنما يصدر عن المجاري الطافحة. صرنا مثل شجرتين متعريتين؛ الجوع يطرق باب البيت القديم.
وذات يوم قلت لها بارتياح: نهاية حميدة. - عم تتحدث؟ - فلنعد الحجرة الشرقية للعب. - هه ...؟! - سيجيئون كل ليلة ولن نشكو الفقر.
رمقتني بنظرة غير متوقعة لخير، فقلت: الهلالي، العجرودي، شلبي، إسماعيل. أنت فاهمة، ولكن علينا أن نعد لهم ما يلزمهم. - إنه قرار خطير. - لكنه حكيم ... أرباحه خيالية. - لم يكفنا أن يقيم عندنا طارق وتحية ... نحن نتدهور. - نحن نرتفع ... ليسكت صراخك وصراخ ابنك. - ابني ملاك ... إنه الرعب له! - عليه اللعنة إن تحدى أباه ... إنك تفسدينه بأفكارك السخيفة.
إنها تستسلم بامتعاض. أنسيت ليلة الدخلة؟ عجيب أن يطمح أناس للتحرر من الحكومة على حين يرسفون بكل ارتياح في القيود الكامنة في أنفسهم. •••
ها هي راجعة من مشوارها، لولا خدمتها في البيت لتمنيت ألا ترجع، ينم وجهها عن الخيبة. لم أسألها عن شيء، أهملتها حتى قالت متنهدة: ما زالت شقته مغلقة.
رحبت بزبون لأتجنبها، فلما ذهب قالت بحدة كريهة: افعل شيئا.
غبت عنها راجعا إلى فكرة طالما أثارتني، وهي كيف تزج الحكومة بنا في السجن من أجل أفعال ترتكبها هي جهارا؟ ألا تدير هي بيوتا للقمار؟ ألا تشجع المواخير المعدة للضيوف؟ إني معجب بسلوكها، ولكني ثائر على نفاقها الظالم. وارتفع صوت المرأة وهي تقول: اذهب مرة أخرى إلى المدير.
فقلت ساخرا: اذهبي إليه بنفسك؛ فهو أقرب إليك مني!
فهتفت بحنق: الله يرحم أمك! - على أي حال؛ لم تكن منافقة مثلك!
فتأوهت قائلة: إنك لا تحب ابنك، ولم تحبه قط. - لا أحب المنافقين، ولكني لا أنكر مساعدته لنا.
نامعلوم صفحہ