بعد تردد قلت: أحيانا يخيل إلي أن الله موجود!
فقهقه قائلا: طارق يا ابن رمضان ... حتى للجنون حدود! •••
نجاح «أفراح القبة» مستمر؛ نجاحي يتوكد ليلة بعد أخرى. أخيرا صادف الهلالي المسرحية التي تثري مسرحه، قرر لي مكافأة يومية أنعشت روحي وجسدي. وسألني فؤاد شلبي: أعجبك ما كتبت عنك؟
فشددت على يده بامتنان، وقلت: بعد أكثر من ربع قرن، تظهر لي صورة في المجلة. - لن تتراجع بعد اليوم ... أما علمت! لقد ظهر المؤلف المختفي. - حقا؟! - زار أمس الهلالي في مسكنه؛ أتعرف لماذا؟ - هه؟ - طالب بحصة من الأرباح.
قهقهت عاليا حتى أزعجت عم أحمد برجل وراء البوفيه، وقلت: ابن حليمة! ... وماذا كان رد الهلالي؟ - أعطاه مائة جنيه. - خسارة في عينه. - لقد أصبح بلا عمل، وهو منكب على كتابة مسرحية جديدة. - ابتزاز ... وهيهات أن يكتب جديدا ذا قيمة. - فال الله ولا فالك! - وأين كان مختفيا؟ - لم يبح بسره لأحد. - أستاذ فؤاد، ألم تقتنع بتجريمه؟ - لم يقتل تحية؟ - لاعترافها بخيانته.
فهز منكبيه، ولم ينبس. •••
عندما رأيت النعش يتهادى من مدخل العمارة، اجتاح جوفي فراغ مخيف، تمادى حتى لفظني في العدم. هجم علي البكاء هجمة غادرة فأجهشت، الصوت الوحيد الذي أثار المشيعين، حتى عباس كان جاف العينين. رجعت في سيارة سرحان الهلالي، قال لي: عندما سمعت بكاءك ... عندما رأيت منظرك ... كدت أنفجر ضاحكا لولا ستر الله.
قلت باقتضاب: كان مفاجأة لي أيضا. - لا أذكر أنني رأيتك باكيا من قبل.
فقلت باسما: لكل جواد كبوة.
أرجع الموت ذكريات الحب والهزيمة. •••
نامعلوم صفحہ