ادواء علی صحیحین
أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي
اصناف
--- ... الصفحة 115 ... ---
في الفترة التي ناهزت المائة عام حيث كانت كتابة الحديث ممنوعة، ونقله محظور، ومن جانب آخر كانت دواعي وضع الحديث عند الوضاعين متوفرة، وقداستخدمت كل الاسباب والوسائل عند اصحاب القدرة ودعاة الوضع في سبيل جعل الحديث، فيا ترى في مثل هذه الاوضاع ما يمكن ان يجري للحديث؟ والى من سيؤول امر الحديث؟ وما التغييرات والتحريفات التي سوف تحدث في نصوص الاحاديث ومتونها؟ وما اكثر الحقائق التي دفنت ولم يبق لها اثر في السنة النبوية التي تعداهم مصدر في الاسلام وحلت مكانها الاحاديث المزورة والقضايا المحرفة؟
ففي هذه الفترة الطويلة التي اخذ فيها الخلف عن السلف، والابنا عن الاباوالاجداد، مسائل كثيرة وعنونوها باسم الحديث، ومن ثم شكلت الاساس والجذرالاعتقادي واصول الاحكام الدينية وفروعها عندهم دون ان يتعرفوا على مصدرهاوصحتها وسقمها.
هذا هو السؤال الذي يواجهه الصحيحان واولئك الذين ينادون بصحة كل ماورد فيهما، وما زال هذا السؤال باقيا بدون جواب مقبول وقانع.
وقد عالج بعض كتاب اهل السنة مسالة الفترة الزمنية فطرح مسالة الذاكرة بدلاعن الكتابة والتاليف(1).
ولكن هذا الجواب مردود:
اولا: انه لا ريب ان الذاكرة مهما كانت قوية لا يمكن الاعتماد عليها للحلول محل الكتابة والتقييد.
ثانيا: لو كانت الوسائط والاسناد بين النقل والكتابة قصيرة وقليلة لكان للركون الى الحافظة في الجواب على السؤال وجه مقبول، ولكن ما نستنتجه ونراه بعد التحقيق في الصحيحين ان الاحاديث خرجت بوسائط متعددة عن رسول الله (ص)، وهذا التعدد --- ... الصفحة 116 ... ---
صفحہ 115