208

أضواء على أوضاعنا السياسية

أضواء على أوضاعنا السياسية

ناشر

دار القلم

ایڈیشن

الأولى

پبلشر کا مقام

الكويت

اصناف

للمصالح الروسية في المنطقة لا يمكن أن يكونوا من أهل قضية فلسطين مطلقًا.
رابعًا: الذين يريدون من الفلسطيني أن يصلح العالم كله وأن يحمل على ظهره جميع أوزار الأرض ويوهمونه بأنه لن يصل إلى فلسطين ويعيش على أرضها إلا إذا قوض عروش الدول العربية (الرجعية) !! وأزال الإمبريالية الأميركية من العالم وحول الشعب الفلسطيني من عقيدة الإسلام إلى عقيدة ماركس ولينين لا يمكن أن يوصفوا أيضًا إلا بالغباء أو العمالة. وذلك أن تحرير فلسطين في ذاته إذا توجه حقًا نحو التحرير فقط فإنه أيسر ألف مرة من حمل شيء من (الأوزار) . وهذه العقيدة الخاطئة والمنطلق الخاطئ هي التي جرت البلايا والرزايا على الثورة الفلسطينية وأكسبتها كل يوم جديدًا من الأعداء وأفقدتها مزيدًا من الأصدقاء.
خامسًا: قلنا في هذا المنبر قبل عام أنه لم يأت بعد الرجل الذي يستطيع أن يعبر فوق تراث هذه الأمة، ويلغي قرأنها وسنة نبيها الناطقان بعداوة اليهود والمحذران منهم، ويعفي الآثار على آلاف الشهداء ويدفن القضية الفلسطينية، ولقد هالنا بعد مدة ضخامة التضليل الإعلامي الذي صور الصلح مع اليهود أنه نهاية مطاف هذه الأمة ومنتهى آمالها. وحذرنا من هذا التضليل وقلنا يجب أن تنطلق الألسنة الصادقة لتضع كل أمر في نصابه الصحيح. ولكن للأسف قامت بمقابل هذا التضليل أبواق أخرى أشد ضلالة وعماية جعلت الخطأ خيانة، والاجتهاد كفرا، واتهمت الشعب الذي ضحى بكل شيء بالقصور والتقصير وما هو أكبر من ذلك، ودفعت هذا الشعب دفعًا إلى معاداة القضية، ولا يستطيع أي منصف أن يفسر حادث طائرة قبرص إلا بالعمى الكامل

1 / 212