المسلمين الإمام محمد المؤيد بالله
المنصور بالله في سنة اثنين وأربعين بعد الإلف .
وأما عن إقامة القباب على القبور فنجد أن أقدم قبة وصلنا خبر إقامتها على قبر هي القبة التي شادها هارون الرشيد على قبر أم الفضل بن يحي البرمكي – المعروفة بقبة البرامكه في مدينة "عانه" في دير مارسرجس بالعراق ,والبرامكيه هي زينب بنت منير أم الفضل بن يحي وقد شيدها الرشيد لما شخص من الرقة إلى بغداد يريد الحج فشخص معه البرامكة فتوفيت أم الفضل وكانت أرضعت الرشيد بلبن الفضل وكان يحنها ويجلها .. فأمر الرشيد فاشتريت لها عشرة أجربه من بستان عند وادي القناطر على شاطئ الفرات فدفنت هناك وبنيت عليها قبة(1) وقد بقيت آثارها حتى سنة 1911م حيث شاهدها "موسيل " وكانت لا تزال تعرف باسم القبة البر مكية(2).
هذا وتعود هذه القبة على ما قبل سنة (187ه/812م) أي ما قبل سنة نكبة البرامكة لأن الرشيد بعد نكبته اللبرامكة لم يذكرهم قط .
هذا وبعد ما توفي الخليفة هارون الرشيد في سنة 193ه /809م بنى ابنه المأمون على قبره قبة وغلى ذلك أشار القزويني بقوله "كان المأمون مع أبيه الرشيد بخرسان وحين توفي الرشيد جعل قبر الرشيد وقبر علي بن موسى الرضى قبة واحدة ..وكما ذكر بعض مشايخ أهل (طوس ) أن الرشيد في القبر الذي يعرفه الناس للرضا والرضا في القبر الذي يعرفه الناس للرشيد وذلك من تدبير المأمون ,والقبران متقاربان في قبة واحدة(3).
صفحہ 50