أَن يتَحَوَّل عَنْهُم ويستبدلوا بداره فَلَا يُقيم بَين أظهر قوم لم يتغيروا على ابْنه فَقَامَ الْقَوْم معتذرين وَقَالُوا إِمَّا كُنَّا ظننا أَن ولدك لَا يتغيرون فَذَلِك الَّذِي منعنَا قَالَ قد سبق منى مَا ترَوْنَ وَلَيْسَ إِلَى غير التَّحْوِيل سَبِيل فَعرض ضيَاعه على البيع وَكَانَ النَّاس يتنافسون فِيهَا وَاحْتمل بثقله وَعِيَاله فتحول عَنْهُم فَلم يلبث الْقَوْم إِلَّا قَلِيلا حَتَّى أَتَى الجرذ على الرَّدْم فاستأصله فَلم يفاجئ الْقَوْم لَيْلَة بَعْدَمَا هدأت الْعُيُون إِذا هم بالسيل قد اقبل فَاحْتمل أنعامهم وَأَمْوَالهمْ وَخرب دِيَارهمْ وَقد جَاءَت أَخْبَار عَن القدماء ستراها فِي أَبْوَابهَا إِن شَاءَ الله تَعَالَى
الْبَاب السَّابِع فِي سِيَاق الْمَنْقُول من ذَلِك عَن نَبينَا ﷺ كَلِمَات تدل على قُوَّة الفطنة الفطرية
فَأَما مَا حصل لَهُ بتلقي الْوَحْي وتثقيفه فَذَلِك كثير وَلَيْسَ هُوَ مرادنا هَهُنَا إِنَّمَا المُرَاد الْقسم الأول أخبرنَا حَارِثَة بن مضرب عَن عَليّ ﵇ قَالَ لما سَار رَسُول الله ﷺ إِلَى بدر وجدنَا عِنْدهَا رجلَيْنِ رجلا من قُرَيْش وَمولى لعقبة بن أبي معيط فَأَما الْقرشِي فَأَفلَت وَأما مولى عقبَة فأخذناه فَجعلنَا نقُول لَهُ كم الْقَوْم فَيَقُول هم وَالله كثير عَددهمْ شَدِيد باسهم فَجعل الْمُسلمُونَ إِذا قَالَ ذَلِك ضربوه حَتَّى انْتَهوا بِهِ إِلَى النَّبِي ﷺ فَقَالَ لَهُ كم الْقَوْم فَقَالَ هم وَالله كثير عَددهمْ شَدِيد باسهم فجهد النَّبِي ﷺ أَن يُخبرهُ كم هم فَأبى ثمَّ أَن النَّبِي ﷺ سَأَلَهُ كم ينحرون من الجزر فَقَالَ عشرا لكل يَوْم فَقَالَ رَسُول الله ﷺ الْقَوْم ألف كل جزور لمِائَة وتبعها أخبرنَا كَعْب بن مَالك قَالَ كَانَ رَسُول الله ﷺ قَلما يُرِيد غزَاة يغزوها الأورى بغَيْرهَا أَخْرجَاهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أخبرنَا أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ سَمِعت رَسُول الله ﷺ يَقُول يَا أَيهَا النَّاس إِن الله ﷿ يعرض بِالْخمرِ سينزل فِيهَا أمرا فَمن كَانَ عِنْده مِنْهَا شَيْء فليبعه
1 / 20