عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
عدالة الصحابة رضى الله عنهم ودفع الشبهات
اصناف
ثانيًا: دعاء رسول الله ﷺ له بالحفظ وعدم النسيان، ومما يدل على ذلك الرواية السابقة، وما رواه الحاكم فى المستدرك عن زيد بن ثابت، أن رجلًا جاء إليه فسأله عن شئ فقال له زيد: عليك بأبى هريرة، فإنه بينما أنا وأبو هريرة فى المسجد وفلان فى المسجد ذات يوم ندعوا الله تعالى، ونذكر ربنا خرج علينا رسول الله ﷺ حتى جلس إلينا قال: فجلس وسكتنا. فقال عودوا للذى كنتم فيه، قال زيد فدعوت أنا وصاحبى قبل أبى هريرة، وجعل رسول الله ﷺ يؤمن على دعائنا قال: ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إنى أسألك مثل الذى سألك صاحباى هذان وأسألك علمًا لا ينسى، فقال رسول الله ﷺ: آمين"فقلنا يا رسول الله! ونحن نسأل الله علمًا لا ينسى؛ فقال:"سبقكما بها الدوسى" (١) .
ثالثًا: إن أبا هريرة تميز بقوة ذاكرته وحفظه وحسن ضبطه، خاصة بعد أن دعا له الرسول بالحفظ وعدم النسيان - كما سبق - فكان حافظًا متقنًا ضابطًا لما يرويه.
(١) أخرجه النسائى فى سننه الكبرى كتاب العلم، باب مسألة علم لا ينسى ٣/٤٤٠ رقم ٥٨٧٠، والحاكم فى المستدرك كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر أبى هريرة الدوسىرضي الله عنه٣/٥٨٢ رقم٦١٥٨ وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبى فى التلخيص بقوله فيه حماد = =ابن شعيب ضعيف، وكذا قال فى سير أعلام النبلاء ٢/٦٠٠، وفى موضع آخر من السير ٢/٦١٦ ذكر الخبر بإسناد آخر فيه الفضل بن العلاء بدلًا من حماد، ثم قال: تفرد به الفضل ابن العلاء وهو صدوق، وقال: ابن حجر فى الإصابة ٤/٢٠٨ سند النسائى جيد. وانظر: تهذيب التهذيب ١٢/٢٦٦
1 / 106