============================================================
26 - أمانته العلمية : سبق القول أن المصنف اطلع على غالبية المؤلفات في الموضوع ، ورجع إلى مصنفات كثيرة في المذهب ، فكان أمينا في تقله منها ، وإيرادها في خلال كلامه، وكان يذكر أسماء المؤلفين كثيرا، وفي بعض الأحيان يذكر اسم الكتاب فقط، فيقول : قال صاحب التقريب، وقال صاحب التهذيب، وفي التتة، وقال صاحب التلخيص، وفي الانتصار كذا، وفي البسيط أو الوسيط كذا وكذا(1)، وغير ذلك من الكتب الكثيرة ، والمراجع المرموقة القي لا تزال مخطوطة في دور الكتب، لم تر النور بعد، أو فقدت مع ما فقد من تراث الإسلام وذخائره في أيام التاريخ الأسود التي حلت في دار الإسلام والمسلمين ، سواء في الفتن الداخلية أو في الهجمات الخارجية على ثغور البلاد، وعواصم الدولة الإسلامية عمل القضاة في بناه صرح الفقه الشامخ : 27 - وكان القضاة باسترار يرفدون الفقه والفقهاء بمعين لا ينضب من الاحكام والقواعد التي تنبع من الواقع ، وتستمد أسسها وجذورها من مقاصد الشريعة ونصوصها المحفوظة، ويحق لنا أن نقول : إن جهود القضاة في التصنيف والتأليف والشروح يشكل شطر ترائنا الفقهي في مختلف المذاهب ، وإن كتب الفقه ناطقة وشاهدة على صدق ما نقول، وكان دافعهم إلى ذلك حماية الحقوق، والفصل بين الأفراد ، والصود والإصرار على الحق، لا يخافون في الله لومة لاثم، مع كل ما يتعرض له القاضي، أحيانا، في سبيل ذلك ، من عزل وإهانة، ومضايقة واضطهاد، وسجن ونفي وقتل: مكانة الكتاب التشريعية ، وفايدة نشره : 28 - لئن كان هذا الكتاب يمثل الذروة في المذهب الشافعي من جهة، (1) انظر فهرس الكتب الواردة في النص في آخر الكتاب .
صفحہ 30